وجاء موسم الخير والبركات.. موسم المحبين والمجتهدين والمتسابقين للأعمال الطيبة و.. الخطوات المتميزة والجهد المشكور. وقد بدأ أبناء الإسلام من كل حدب وصوب يفدون زرافات وأفرادا.. بالشوق والغبطة والسرور والبهجة والحبور للقاء رب العباد حول بيته العتيق وهم يلهجون بالشكر والثناء والاعتراف قائلين بصوت واحد لبيك اللهم لبيك. أجل لبيك لا شريك لك لبيك ولا أحد يتجه إليه بجوارحه ومشاعره وصدق معتقده وأمل رجائه سوى الله الواحد الأحد الفرد الصمد، وأبناء الإسلام الذين تركوا الأهل والديار، تركوا التجارة الخائبة المنتهية إلى تجارة رابحة هي الإخلاص والانقياد لما أمر الله به نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم وليذكروا اسم الله في ايام معلومات). وها أنتم يا حجاج بيت الله الحرام، وقد أمركم الله ان تتركوا الأهل والديار والمنافع الشخصية الفانية للقاء رب العباد. تدعونه بإخلاص أمام بيته قائلين ربنا لك الحمد.. ربنا لك الشكر.. ربنا لك الثناء الحسن.. ربنا نحن عبيدك أتيناك ملبين.. شاكرين حامدين مستغفرين.. وربنا جل شأنه هو القوي.. هو صاحب العطاء.. صاحب الخير العميم. ونعم الله لا تحصى.. وفضل الله كثير.. كثير، ويا من وفدتم الى هذه الديار المباركة نقول لكم بحب وإخلاص أهلاً وسهلاً وطأتم أهلاً وحللتم سهلا. وسهل الله أموركم وأثابكم على فعل الخيرات وعمل الصالحات واتباع ما جاء به وأمرنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (فإذا قضيتم مناسككم فأذكروا الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا). فهو قدوتنا وحبيبنا وشفيعنا يوم القيامة. وزارة الشؤون الإسلامية كاتب هذه الحروف من الذين يترددون على المحاضرت (القيمة) التي يقوم بها ويلقيها مشائخ كرام في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهم مخلصون يقومون بجهد مشكور وعمل مذكور وتبيان بما أمر الله به ونهى عنه. لكنني ألاحظ أن (الدعاة) الوعاظ من الذين يتكلمون باللغة العربية.. وأنتم تعرفون ان الحجاج من كل انحاء (المعمورة) ومن جميع اللغات والكثير الكثير لا يعرفون النطق باللغة العربية.. بل ولا يفهمونها أصلاً. أليس من الواجب والمستحسن وهذه الدولة حماها الله قادرة بعون الله وتوفيقه على تكليف من يجيد اللغات الأخرى كالأندونوسية والهندية والتركية وبعض اللغات الأخرى التي يتكلم بها المسلمون في أوطانهم وديارهم. انه أمل ورجاء وليس ذلك بصعب على من مكنه الله والهمه وسدد خطاه لعمل كل ما من شأنه خدمة الإسلام.. ومنفعة المسلمين.. اللهم ألا بلغت اللهم فأشهد.. أشهد. جدة ص. ب 16225