اضطر التجار الفلسطينيون، وقد اقترب عيد الأضحى، إلى تهريب الأضاحي عبر الأنفاق المنتشرة على طول الحدود الفلسطينية المصرية لسد العجز الكبير الذي طال الأضاحي في قطاع غزة جراء سياسة الحصار التي تفرضها إسرائيل على القطاع منذ أربعة أعوام. وبسبب النقص الكبير في أعداد المواشي المتواجدة في قطاع غزة، وصل ثمن الأضحية إلى أكثر من 400 دينار أردني، وبهذا وقع المواطن الفلسطيني، لاسيما أصحاب الدخول المحدودة، فريسة غلاء أسعار الأضاحي وقلتها في آن واحد، فعزف الكثيرون عن شرائها لتخفيف الأعباء المالية. وقال صاحب نفق يقع على الشريط الحدودي مع مصر إن التجار اضطروا هذا العام لجلب الأضاحي عبر الأنفاق، نظرا لأن السوق الفلسطينية متعطشة لها بخلاف العديد من السلع الأخرى التي سمحت إسرائيل بإدخالها عبر المعابر التجارية. وأوضح ان أسعار الأضاحي انخفضت قليلا بعد إدخال أعداد كبيرة من المواشي عبر الأنفاق خلال الأيام الماضية، إذ أصبح سعر الخروف المستورد الواحد عبر الأنفاق من مصر يتراوح ما بين 200 300 دينار أردني بدلا من 400 إلى 450 دينارا. وأفاد تاجر المواشي أحمد أبو وردة أن سبب ارتفاع أسعار الأضاحي يعزى لعدة أسباب، أحدها يعود إلى ارتفاع أسعار اللحوم عالميا بسبب «الجفاف العالمي وارتفاع تكلفة تربية الماشية، فضلا عن وصولها لغزة سواء عبر المعابر أو الأنفاق بأسعار باهظة الثمن». بحسب أبو وردة فإن ثمن الكيلو جرام الواحد من البقر قائما يتراوح ما بين 20 إلى 23 شيكلا، خلافا للأعوام السابقة والتي لا يتعدى فيها الكيلو جرام 19 شيكلا، أما أسعار الخراف فتتراوح هذا العام ما بين 400 إلى 450 دينارا للخروف. وحول إقبال المواطنين على شراء الأضاحي، أوضح أبو وردة أن الإقبال ضعيف بسبب ارتفاع نسبة الفقر في قطاع غزة. يذكر أن نسبة الفقر ارتفعت في المجتمع الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، إلى أكثر من 70 في المائة بسبب الحصار الجائر ومنع أكثر من 250 ألف عامل من الوصول إلى أماكن أعمالهم داخل فلسطينالمحتلة عام 1948.