سيد الأبيات الأول سيّد المطالع أعني: لا أعرف شاعرا نبطيا من بين الأحياء أو الأموات أفضل أو حتى مساويا لنايف صقر في قوة المطلع، ابن لعبون نفسه وبسمو قدره يقف بعيدا هناك وراء نايف صقر حين يتعلق الأمر بقوة المطالع بالاندفاعة القوية الهائلة في بداية السباق، هذه القوة التي تشبه لطمة من براثن أسد، هي التي تحكم السيطرة على القارئ الذي يجد نفسه محكوما بالتعامل مع تعبيرات الشاعر الفذ بمهابة عظيمة الفكرة، تتجذر من البداية ويصبح الفكاك منها مستحيلا، الأمر الذي يضمن للشاعر واحدة من أهم وأصعب المتطلبات الشعرية: بإمكانه الهيجنة كيفما يشاء والتدبر في أمور متفرقة والتنقل في قفزات متباعدة، وربما لا تمت لبعضها بصلة ومع ذلك فإنها لا تبدو متناقضة بل على العكس: يكمل بعضها بعضا لدرجة هي من الفتنة حد أنها تبدو فعلا وكأنها مسألة حظ أكثر مما هي مسألة تدبير؛ لكنها في حقيقتها: تدبير راعب وأسلوب مدهش تمت صناعته بحرفية عالية حتى بدا فطريا على نحو خالص.