تتردد في الوقت الراهن فكرة جديدة أخذت في الظهور في الساحة الغنائية العربية، تتمثل في (ميني ألبوم)، وهي فكرة قدمتها الأغنية الغربية، وتتمحور حول أن يقدم الفنان أو الفنانة ألبوما مكثفا، يضم أغنية واحدة فقط على أن تكون بحدود ثلاثة توزيعات موسيقية متنوعة لنفس الأغنية، إلا أن فكرة (ميني ألبوم) العربية أخذت تحمل نمطا مغايرا يمثل في تقديم ثلاث أغنيات في ألبوم واحد، ولعل الفنان عمرو دياب كان السباق لمثل هذه الخطوة عبر طرحه (أصلها بتفرق)، ثم تبعته أنغام في (محدش يحاسبني) واستمر الطرح متواليا لعدد من الفنانين منهم محمد حماقي وعمرو مصطفى. في الدول الغربية، حيث هناك تعامل مختلف مع الحقوق الفكرية للملكية، والتي لا يستطيع المستمع أن يسقطها عبر «الإنترنت» وأي منافذ أخرى للبيع، ربما تستطيع أن تلقى مثل هذه التجارب الصدى الذي يؤهلها للنجاح، أما لدينا فإذا لم يكن هناك الوقت لتحميل هذه الأغنية أو تلك من «الإنترنت»، فإن هناك الإذاعات التي تكفل بتقديمها مباشرة. ويبدو أن كثيرا من الفنانين السعوديين شرعوا في تنفيذ عدد من الأعمال لا تتجاوز الأربعة لتقديمها عبر (ميني ألبوم) للساحة الغنائية. «عكاظ» تحدثت لعدد من الفنانين للتعرف عن إمكانية تقديم مثل هذه الأعمال، وما الأهداف التي يفكر فيها الفنان أو الفنانة في تحقيقها من خلال هذه التجربة. بداية يشير الفنان محمد عمر أن مثل هذه الخطوة مفيدة للمطرب، لأنها تمكنه من أن يكون موجودا في السوق على فترات متقاربة من خلال أغنيات قليلة يضمها ألبوم واحد، وفي المقابل فإن العبء الإنتاجي يكون في أدنى مستوياته على الفنان الذي سيسعى حتما لتنفيذ أعماله خلال المستقبل القريب، فظل تهاوي شركات الإنتاج وإحجامها عن الإنتاج لمعظم الفنانين، بعد الخسائر التي حصدتها بسبب الإنترنت، وسيتم تركيز هذه الشركات على دخول المنافسة في إذاعات مسموعة وقنوات فضائية، ويضيف محمد عمر من هنا فإن الفنان سيمضي في تنفيذ أعماله شخصيا للتواجد، وفكرة (الميني ألبوم) مناسبة للغاية. ويرى الفنان صالح خيري أن هذه الفكرة جاءت مفيدة للغاية، كونها تمكن الفنان من العمل باستمرار، فيما لو استطاع الفنان أن يستغله ويبرزه بشكل جيد تحقيقا للحضور الفاعل، بعيدا عن الشركات المنتجة التي كرست أسماء رديئة في الساحة الفنية. وقالت الفنانة مي سليم أنها ستكون أول فنانة عربية تقدم ألبوما خليجيا (ميني ألبوم) للساحة الغنائية، مؤكدة أن هذه الخطوة أفضل طريقة مجدية وذات فعالية لضمان تواجد الفنان والفنانة لدى الجمهور أكثر من مرة في العام، في ظل حالة الركود التي تعيشها الساحة وشركات الإنتاج وسوق الكاسيت، منوهة أن هذه الخطوة مفيدة للغاية أمام انتشار المواقع الإلكترونية التي تسهل عملية تحميل الأغنيات وسرقتها أبضا قبل الإصدار إن استطاعت.