جمع مسلسل الفاروق «عمر بن الخطاب» الجاري التحضير له للعام المقبل العلماء وأهل الفن والإعلام على طاولة واحدة في العاصمة القطرية الدوحة ضمن الاجتماعات التحضيرية للعمل التاريخي الأضخم في مسيرة الدراما العربية، وقد حضر الاجتماع الأول للعمل بعد توقيعه مالك مجموعة أم بي سي الوليد بن البراهيم ومدير التلفزيون القطري عبد الرحمن الكواري، والمشرف العام على «مجموعة MBC» علي الحديثي، إضافة للجنة الشرعية المخولة بمراجة النص من الناحية التاريخية والمكونة من الدكتور سلمان العودة والدكتور عبد الوهاب الطريري، والدكتور علي الصلابي، والدكتور سعد مطر العتيبي، والدكتور أكرم ضياء العمري بينما تغيب مشرف اللجنة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي وعلى الجانب الفني حضر مخرج العمل السوري حاتم علي وكاتبه الدكتور وليد سيف إضافة لحضور إعلامي تمثل في أحمد الشقيري مقدم برنامج خواطر والإعلامي فهد السعودي مقدم برنامجي الحياة كلمة وحجز الزاوية، «عكاظ» اخترقت حاجز السرية للاجتماع الأول والتقت بأطرافه وخرجت بالمعلومات التي تنشر للمرة الأولى في سياق السطور التالية : البداية كانت عند مالك مجموعة ام بي سي الشريكة في صناعة المسلسل، حيث أوضح في حديث ل«عكاظ» أن مشروع عمر بن الخطاب لن يكون حكرا على أم بي سي والتلفزيون القطري فقط، مفيدا أن المسلسل سيعرض على جميع الفضائيات ليحقق الهدف الذي أنتج من أجله وهو تصحيح صورة الإسلام وحسن تقديم الصحابة رضوان الله عليهم بشكل يليق بهم. وبين البراهيم أنهم تلقوا العديد من العروض التي أبدت اهتمامها بالعمل وعرضه من قنوات عربية وأخرى غير عربية لدبلجة العمل وترجتمه وعرضه في قنوات دولهم مثل تركيا وماليزيا وباكستان وبروناوي وغيرها، مؤكدا أن مصير المسلسل العرض على جميع المحطات العربية والإسلامية. وشدد البراهيم على أن هدفهم من العمل تصحيح تقديم التاريخ الإسلامي بشكل حقيق وواقعي بعيدا عن التزييف والكذب، مشيرا إلى أن العمل موجه لجميع المسلمين بمختلف أطيافهم، وكذلك لغير المسلمين لمعرفة حقيقة الإسلام ورموزه. كتابة النص وأضح مالك أم بي سي أن العمل ما زال في طور الكتابة، لكنه وصل إلى مراحل متقدمة، وأن هناك اجتماعا آخر في حال الانتهاء من كتابة النص بشكل كامل، وأفاد البراهيم أن الاجتماع الذي عقد في الدوحة اجتماع دوري لمتابعة سير العمل والاطلاع على ما أنجز من النص من قبل الهيئة الشرعية المخولة بمراجعة النص من الناحية التاريخية، إضافة لإطلاع الجهة الإنتاجية على ما يدور ليتم ترتيب التجهيزات الإنتاجية التي تتلاءم مع إنتاج عمل ضخم يتواءم مع سيرة ثاني الخلفاء الراشدين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه . واستبعد البراهيم مناقشة مسألة تمثيل دور الفاروق عمر بن الحطاب وباقي الصحابة رضوان الله عليهم في الوقت الحالي مضيفا «اعتقد أنه من السابق لأوانه أن نناقش مثل هذا الموضوع في الوقت الحالي؛ لأنه قبل اتخاذنا لأي قرار حول هذه المسألة الحساسة سنأخذ آراء جميع الهيئات الشرعية بما فيها المجامع الفقهية في رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث في الأزهر وغيرها، مؤكدا أن العمل سيكون مطابقا للشريعة الإسلامية وستتم استشارة كل الجهات الشرعية والاستماع لوجهات نظرها حول العمل. وقت العرض وتطرق البراهيم إلى وقت عرض العمل، موضحا أن هدفهم هو عرض العمل في رمضان نظرا لارتفاع نسب المشاهدة فيه وملاءمة عرض مثل هذه النوعية لشهر رمضان خصوصا أنها تتحدث عن التاريخ الإسلامي، واستدرك البراهيم بقوله «لكننا نركز على تجويد العمل وإظهار بحلة ممتازة على حساب الوقت والزمن». ولفت البراهيم إلى أن هناك ميزانية مفتوحة لإنتاج المسلسل رافضا ربطه برقم معين وقال «لو نوفر أي جهد أو وقت أومال بالتنسيق بينا وبين التلفزيون القطري في إنتاج العمل، فالمسلسل خارج إطار مشاريع الربح والخسارة؛ لأننا نصنع عملا يشكل أنموذجا يحتذى للمسلسلات التاريخية الإسلامية الهادفة وسنوفر كل ما يتطلبه العمل، مؤكدا أن كل الإمكانات المتاحة ستذلل لإنتاج المسلسل. وحول الهدف من اختيار شخصية الفاروق ومرحلته التاريخية لسردها دراميا قال البراهيم «تكمن أهمية هذا العمل الدرامي التلفزيوني التاريخي الإسلامي الضخم في رمزيته والأسباب الموجبة التي أدت إلى التصميم على إنتاجه فعرضه، إذ أنه يقدم مثالا رائعا للمسلم المؤمن، ساعياً في الوقت نفسه لإعادة عرض التاريخ وتصحيحه وحفظه قدر الإمكان عبر الدراما، وذلك بحسب الروايات الأكثر دقة وتدقيقا لتلك المرحلة، داحضا تعدد الروايات من قبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع، عن قصد أو غير قصد، ومن مختلف الأطراف، في وقت يدور فيه الجدل لدى بعضهِم حول القضايا أو المفاهيم المتعلقة بالإسلام أوحاضره ومستقبله ودوره في الحياة العامة». أنموذج سام مضيفا «كذلك، تكمن الأهمية المضافة لهذا العمل في توقيته ودلالاته إذ أنه يبرز الأهمية القصوى لاستلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي كشخصية الخليفة العادل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، ليكون مرجعا مرشدا وهاديا في عصرنا هذا، وكذلك أنموذجا ساميا للحاكم المتواضع والحكم الرشيد، والعدل الشامل، والرعاية الاجتماعية ومفهوم المواطنة، والوسطية في الإسلام دون تطرف أو عنف.تلك الشخصية التي تحتاج إليها الأمة الإسلامية في يومنا هذا، أكثر من أي وقت مضى، لاستلهامها واقتفاء أثرها. وحول اختياره لتلفزيون قطر لمشاركته في الإنتاج قال البراهيم «التلفزيون القطري له تاريخ طويل في الإنتاج الدرامي التاريخي، بل هو رائد في صناعة هذه النوعية من الأعمال وسبقنا بمراحل عديدة في هذا المجال لذلك أردنا الاستفادة من خبرتهم وتجربتهم وهو شرف لنا ونعتز بالتعاون معهم»، وفضل البراهيم تأجيل الحديث عن قضية توزيع العمل، مشيرا إلى أنه متروك لوقت الانتهاء من إنتاجه. واعترف البراهيم بأن يتمنى أن يكون العمل مثيرا للجدل، إضافة لتصحيح الصور المغلوطة عن الإسلام ورموزه، مشددا على أن أهم أسباب نجاح الأعمال أن يكون مثيرا للجدل ويحقق صدى واسعا حتى يستقطب الجمهور ويستفيد منه ويحقق الفائدة التي من أجلها أنتج. وكان الوليد البراهيم قد وقع مذكرة تفاهم مع مدير التلفزيون القطري عبد الرحمن الكواري في 30 سبتمبر الماضي لإنتاج المسلسل في مقر مجموعة أم بي سي في دبي. من جانبه بين الداعية الدكتور سلمان العودة أن مسألة تجسيد الفاروق عمر بن الخطاب مؤجلة لحين الانتهاء من مراجعة النص تاريخيا، مفضلا الحديث عن هذه المسألة في الوقت الحالي، موضحا أنهم يعكفون في الوقت الحالي بتنقية النص من الجانب التاريخي بالتشاور مع كاتب العمل الدكتور وليد سيف؛ ليظهر بالصورة الحقيقة للشخصية.