نفى ل «عكاظ» المخرج السوري حاتم علي أن يكون المسلسل التاريخي عمر بن الخطاب نسخة مشابهة للمسلسلات التاريخية التي قدمها مسبقا بالتعاون مع الكاتب الدكتور وليد سيف مثل «صلاح الدين الأيوبي» و «صقر قريش» و «ملوك الطوائف» و «ربيع قرطبة» وغيرها ، موضحا أنه سيقدم المسلسل الجديد برؤية إخراجية مختلفة تتوازن فيها الصورة البصرية مع النص المكتوب مع الأداء التمثيلي والديكور الموضع، مفيدا أن شركته «صورة» ستتولى تنفيذ العمل كمنتج منفذ، وأرجع حاتم تأخر إكماله للرباعية الأندلسية التي تجمعه مع الكاتب سيف والفنان جمال سليمان بانشغال الدكتور وليد بكتابة مسلسل الفاروق عمر بن الخطاب. مشددا على أنه حريص على تقديم الشخصية الحقيقية للخليفة الراشد عمر بن الخطاب برؤية وسطية باستخدام أحداث التقنيات الحديثة. ولفت علي إلى أنه سيصب كل اهتمامه في الوقت الحالي على هذا المشروع، وأنه يحاول القراءة عن شخصية الخليفة عمر بن الخطاب مستجمعا كل المراجع التاريخية الصحيحة، ومؤكدا التزامه بكافة الملاحظات التي سيبديها فريق المراجعة الشرعية للعمل المكون من الدكتور يوسف القرضاوي، الدكتور سلمان العودة، الدكتور عبد الوهاب الطريري، الدكتور علي الصلابي، الدكتور سعد مطر العتيبي، والدكتور أكرم ضياء العمري، مرجعا قضية ظهور الخليفة عمر من عدمها للجنة الشرعية. ونفى المخرج حاتم التهمة التي تلاحق المسلسلات التاريخية بحجة أنها تسيء لتاريخنا وديننا قائلا «المسلسل التاريخي كالمسلسل المعاصر وهو يعكس وجهة نظر صناعه، وعلى المشاهد العربي أن يعي أنه أمام وجهة نظر في حادثة تاريخية وله وجهة نظر خاضعة للجدال، كما أن التاريخ نفسه يخضع لمثل هذه المناقشة، ولا يمكن لأحد أن يدعي أنه يقبض على الحقيقة كاملة، وهذا يقودنا إلى الحديث عن مصداقية العمل التاريخي وعن العلاقة الجدلية ما بين الفن والتاريخ»، مضيفا «المسلسل في العادة لا يمكن أن تنحصر مهماته فقط في رواية الحادثة التاريخية لأن مثل هذا الأمر موجود في كتب التاريخ، فللعمل الفني غايات أخرى مختلفة، لكن هذا لا يعني أن من حق صناع الأعمال التاريخية تحوير وتحريف التاريخ لأن هذا أمر لا يجوز المساس به، وهو ما سوف نلتزم به في مسلسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه . اختيار الأبطال وأفاد علي أنه لم يختر حتى الآن أبطال المسلسل ولم يتم تحديد مواقع التصوير، مرجحا أن تكون بين سورية والمغرب، وبين علي أن أهمية العمل الدرامي في تجسيده لسيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولشخصيته المركزية التي يدور حولها، وللدور الاستثنائي الذي يلعبه في تاريخ الدعوة وتأسيس دولة الإسلام، فضلا عن مزايا تلك الشخصية وفضائلها الخاصة التي جعلت منها مرجعا وأنموذجا هاديا للمسلمين حتى وقتنا الحاضر. أما الأسباب الموجبة الكامنة وراء التصميم على إنتاج هذا العمل، فأشار إلى أنها تتمثل بعدة عوامل أهمها السعي لإعادة عرض التاريخ وتصحيحه وحفظه قدر الإمكان عبر الدراما، وذلك بحسب الروايات الأكثر دقة وتدقيقا لتلك المرحلة، ودحض تعدد الروايات من قبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع؛ والعمل لاستلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي كشخصية الخليفة عمر بن الخطاب ليبقى مرجعا مرشدا وهاديا في عصرنا هذا، وكذلك أنموذجا ساميا للحاكم المتواضع والحكم الرشيد، والعدل الشامل، والرعاية الاجتماعية، ومفهوم المواطنة والوسطية في الإسلام دون تطرف أو عنف. وعرج حاتم في حديثه عن مسلسل «أبواب الغيم» الذي كان من المسلسل من خيال وأشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وعرض في رمضان الماضي، مشيرا إلى أنه قدم رؤية إخراجية مختلفة للأعمال البدوية، ممتدحا تجربتيه مع الشيخ محمد بن راشد ومعتبرا أنها عملت له نقلة نوعية في تاريخه الفني. وبالعودة للحديث عن مسلسله الجديد، أوضح المخرج حاتم أن الموعد المبدئي والأولي لعرض سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سيكون خلال شهر رمضان المقبل، مع إعطاء الجهة المنتجة الأولوية لعامل الجودة الإنتاجية ولدقة النص التاريخي، دون توفير أي جهد أو وقت أو إمكانات قد يتطلبها إنتاج هكذا عمل ضخم حتى ولو على حساب سرعة التنفيذ، ليأتي العمل على قدر الطموحات وجديرا بالرسالة السامية التي يحملها. وبموازاة ذلك، ستتم دبلجة وترجمة العمل إلى العديد من اللغات منها: التركية، الأوردو، المالاوية، والفارسية، بالإضافة إلى اللغات الحية كالإنكليزية، الفرنسية، الإسبانية، والبرتغالية، وغيرها. يذكر أن مجموعة إم بي سي قد أعلنت عن إطلاق العمل بحضور رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC وليد بن إبراهيم آل ابراهيم، وفيصل بن جاسم آل ثاني، ومحمد عبد الرحمن الكواري مدير تلفزيون قطر، بالإضافة إلى المشرف العام على مجموعة MBC علي الحديثي، وكبار المسؤولين لدى الطرفين، في تعاون مشترك مع المؤسسة القطرية للإعلام.