يبدو أن بعض المسؤولين لا يستطيع أن يفرق بين الحديث المسؤول لجهة مسؤولة، والتباسط في الحديث مع الأصدقاء على كرسي في مقهى بلدي، وذلك هو التفسير الوحيد لما صرح به مندوب إدارة التعليم حين سألته «عكاظ» عن الإجراءات التي ينبغي اتخاذها تجاه مدرسة تعليم البنات التي شب فيها حريق أربع مرات متتالية، أدت المرة الأخيرة منه إلى اختناق بعض الطالبات ونقلهن إلى المستشفى، فلم يزد ذلك المسؤول عن أن قال: الدوام مستمر في المدرسة والأعمار بيد الله. وإذا لم يكن لنا الحق في أن نكرر ما قاله أولياء أمور الطالبات من أن ذلك استهتار بأرواح الطالبات، فإن من حقنا أن نرى في ما قاله المندوب ضربا من «السبهللة» التي لا يمكن لها أن تصدر عمن يستشعر مسؤوليته عن أرواح 700 طالبة يدرسن في تلك المدرسة، وإذا لم نكن بحاجة إليه لكي نعلم أن الأرواح بيد الله، فإنه بحاجة إلى أن يعلم أن القطاع الذي جاء مندوبا منه مطالب باتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان سلامة أرواح الطالبات لكي لا نستيقظ ذات يوم على كارثة تكرر كارثة حريق مدرسة بنات مكة الذي حدث قبل سنوات وراحت ضحيته أرواح عدد من الطالبات. وكان على المندوب أن يتصف بشيء من التواضع ويدرك أنه ليس صاحب الصلاحية في اتخاذ قرار أن تستمر الدراسة في هذه المدرسة بعد أربع حرائق لا يعرف أحد سببا لها، كما أن على مديرة المدرسة، التي تتذرع بأن الحرائق بفعل الطالبات وتتمسك باستمرار الدراسة، أن تدرك أنها ليست صاحبة القرار كذلك، وإذا كانت قد عجزت عن ضبط إدارة المدرسة وجعلت من استمرار الدراسة وسيلة عقاب تشمل المتسببات في الحرائق وغيرهن ممن لا ذنب لهن فيها فإن في قيادات التعليم من يدرك حجم المسؤولية ويملك صلاحية اتخاذ القرار. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة