أشعل زميلنا العكاظي «خالد السليمان» بالأمس عبر جهاته الخمس فتيل عشاق الترزز ممن لا يدعون شاردة ولا واردة إلا اقتحموها وفقا لقاعدة «نحن الأعلم والأفهم» ورأينا هو الأقوم، وهم على شكلين: إما «أصحاب مظاهر» تغص بهم قاعات المؤتمرات التي تعقد على شرف المسؤولين، ينتظرون اللحظات الحاسمة لا ليطرحوا سؤالا بمقدار وقفتهم لاقتناص الوقت المحدود في سبك المدائح والثناء المعطر. والشكل الثاني: حملة «اللواقط» ممن أسماهم الزميل خالد «هواة طق الحنك»، بمعنى: إذا أنا موجود لازم أسأل، وهذه الأشكال أصبحت سمة طاردة للداعي قبل أن تكون للمدعوين.. ودائما ما أتأمل ردة فعل الداعي وهو يشاهد هذه النماذج تسكب مافي وعائها، فمنهم من يستن برأي أبي حنيفة ويمد قدمه مجازا ليسكت ذلك المتطفل، ويفتح المجال لمن حضر مناقشا أو مستفسرا، ومنهم من يستمع مكرها وهو يقلب النظر بين المدعوين إلى أن تنتهي معلقة المدائح، ليسأل: أين سؤالك؟. هذا النمط ينسحب أيضا على مستوى بعض الزملاء في البلاط الصحافي، ممن يحملون أجهزة التسجيل عند باب الخروج ويتلقفون المسؤول طارحين السؤال الفضفاض الفج «ممكن تعطينا تصريح»، دون أي يكلف الصحافي نفسه «مئنة» الفهم للمناسبة ويتوج حضوره بسؤال قد ينال فيه قصب السبق الصحافي. في المقابل على مستوى بعض المسؤولين الذين تتشبع فيهم روح «طق الحنك»، فتفتح عينك حين تفتحها على كثير ولا ترى أحدا، وهذه المرة وفقا لقاعدة «نحن الأفضل والأكمل والأجمل» وإياك إياك أن تفكر بإشعال فتيل السؤال الناقد، لأن ردة الفعل ستكون متأثرة بأشكال «الهياط» الرياضي على شاكلة مدرب الاتحاد «مانويل جوزيه» حينما قال لأحد الصحافيين ذوي الحس النقدي «أنت لا تفهم كرة قدم»، وبناء على ذلك: إما أن تسأل سؤالا من ذوات «أنت أحسن واحد» أو «لو سمحت خليك عند الباب». جين «طق الحنك» في واقعه حاضر في تشكيلنا الاجتماعي، وتحوز فئة المحترفين فيه مراتب الصدارة في جلسات المجالس والقهاوي والاستراحات، فكل «ذبيب» و«ملوسن» يحظى بمكانة اجتماعية تخوله التهام من أمامه، في مقابل أصحاب مبدأ السلامة ومن رضعوا الأمثال والقواعد المثالية في مقتبل عمرهم «لسانك حصانك»، ولذلك في مجالسنا نحن نناقش كل شيء وفقا لصيغة «أفعل» التي تتمثل في نسقنا الاجتماعي بشكل مبهر، وعليه: لا تحجر واسعا يا صديقي خالد، الشق أكبر من الرقعة وأنا أخوك!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة