كم هو مؤلم أن يرحل هذا العام ملبدا بأجواء العذاب الأليم في «وطن الرافدين» بدلا من الاستفادة وأخذ العبرة من تجارب الماضي وتجارب الآخرين من مزقت بلدانهم الاختلافات تحت أي مبرر طائفي أو حزبي أو (إثني/عرقي) انعكس على أوطانهم كأنه الجحيم. إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للرئيس العراقي جلال الطالباني، وقادة الأحزاب العراقية، إلى الاجتماع في الرياض عقب موسم حج هذا العام وتحت مظلة الجامعة العربية على أمل إيجاد حلول توافقية لتشكيل الحكومة وقوله حفظه الله «الأمل لا يموت، والعزيمة لا تتداعى متى ما توحدت النفوس والقلوب»، ليست دعوة للعراقيين فقط بل لكل من تمزقت أوطانهم نتيجة الاختلاف وعدم تغليب مصلحة الوطن وتنميته. عندما تناولت في مقالتي «وطن يسكب العراقة في صناديق الاقتراع»، بمناسبة تجربة العراق الانتخابية، بتاريخ 10 مارس 2010، لم أتوقع أن هذه تجربة الانتخابات وتداعياتها ستصبح مزمنة ومتشظية وصولا إلى تأزمها وضرورة التدخل العربي لإيجاد حل لمأزق الفرقة. كنت أحلم بتجربة تنتهي إلى الالتفات لتنمية دولة وتضميد جراح شعب وأمة أبية طحنتها سنين الحرب و (الحرب الداخلية) التي دارت بين سنين الحرب، وهذا لا يدمي العراقيين فقط بل كل من أحب العراق وعشق ثراه وتمنى لإنسانه الكريم حياة أجمل ومستقبلا يليق بعراقته يجرحه ما يطال طفل وإنسان العراق!!. ولعلها صفحة جديدة تحفز قادة الأحزاب العراقية على وضع مصالح العراق (الوطن) فوق أي اعتبار لتحقيق الالتئام المنشود للجرح العراقي الدامي. حان وقت تأكيد أهمية استرجاع الدور العربي وتفعيله والسعي إلى تطويق أزمة ممتدة نتطلع أن تودعنا إلى غير رجعة بعودة العراق إلى الحضن العربي وترتيب أولويات الملف العراقي خاصة على الصعيدين الأمني والتنموي وتحقيق حلم الوحدة الوطنية الغافي في أعماق كل سيدة وطفل ورجل عراقي.. هي فرصة نتفاءل بها ونتمنى أن مصلحة العراق أولاًَ.. ودائما فوق كل اعتبار. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة