مهما تكلم الكبار عن مشاكل الأطفال فلن يعبروا عنها مثلهم، لذا حرص منتدى المجتمع المدني الرابع لحقوق الطفل على تواجد الأطفال والاستماع إلى آراءهم وتجاربهم ومشاركاتهم في توصيات المنتدى الذي عقد بالقاهرة من 23- 25 فبراير 2010 . فتحت شعار "المعرفة من أجل الحق" عقد منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة الثالث برعاية الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، وبتنظيم من المجلس العربي للطفولة والتنمية وبالتعاون مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "اجفند" والمنظمة السويدية لرعاية الطفولة والمنظمة الكشفية العربية ومركز معلومات المرأة والطفل بمملكة البحرين. شارك في أعمال المنتدى أكثر من 350 مشاركاً من 18 دولة عربية (الأردن – الإمارات – البحرين – تونس - جزر القمر – السعودية – السودان – سوريا – الصومال - العراق – سلطنة عمان – فلسطين – قطر – لبنان – ليبيا – مصر – المغرب – اليمن) يمثلون المجتمع المدني العربي ومسئولي المجالس العليا واللجان الوطنية للطفولة والمؤسسات الرسمية وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية المعنية، بالإضافة إلى مجموعة من الأطفال يمثلون 9 دول عربية منها العراق وفلسطين والصومال وجزر القمر ومصر والسودان . الحوار المفتوح مع الأطفال ولقد أقيم حوار مفتوح بين الدكتورة مارتا سانتوس باييس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال، والأطفال العرب أدارته،مشيرة خطاب وزير الدولة للأسرة والسكان بجمهورية مصر العربية. وأكدت الوزيرة علي أهمية هذا الحوار المفتوح مع الأطفال وضرورته حتى يعبر الطفل عن رأيه ، وأشارت إلى أن المادة 12 من اتفاقية حقوق الطفل الدولية تؤكد على حق الطفل في الاستماع إليه ، والمادة 13 من الاتفاقية نفسها تكفل له حرية التعبير، وكذلك المادة 15 تعطي الطفل الحق في تكوين تجمعات لمناقشة أوضاعهم ، أما المادة 17 تعطي الطفل الحق في الحصول على المعلومات، ثم قالت : جمعنا كل هذه المواد فسنجد أن تواجد الأطفال في مثل هذا المنتدى ما هو إلا تطبيق لها . عبّر الطفل محمد فكري عبد المعبود (مصر ) عن أشكال العنف التي يتعرض لها الأطفال المصريين قائلاً : إننا نتعرض إلى العنف في كل مكان سواء كان في المدارس ، أو في العنف الأسري فكثير من الآباء يرون أن الضرب الوسيلة المثلى لتأديب الأطفال غير مدركين أن ذلك يجرح شعورنا ، بالإضافة إلي إن العنف المجتمعي والمتمثل في ظاهرة أطفال الشوارع الذين يتم الاتجار بأعضائهم ويتم انتهاك إنسانيتهم دون الالتفات إلى أنهم أطفال حُرموا من طفولتهم وارتدوا ثوب الإجرام مبكراً . وتابع : هذا فضلاً عن ختان الإناث رغم المحاولات المستميتة من الجهات الحكومية لمنعه إلا أنه مازال يقام في الخفاء ، إننا كأطفال يتم التمييز بيننا نتيجة اختلاف المستوى المادي والاجتماعي والصحي ، فالفقراء والمعوقين منّا مهمشين ولا يلتفت أحد إليهم . لا شك أن مشكلة أطفال فلسطين تختلف عن غيرهم في الوطن العربي ، فلم تعرض ناهد صقر ( فلسطين) أحد الناجين من الحرب بفلسطين مشاكل الأطفال في التمييز أو العنف الأسري، وقالت : لن أتطرق إلى أشكال العنف المختلفة ولكني أريد لفت انتباهكم إلى الظلم الأكبر والعنف الأكبر المسلط علينا نتيجة الحروب، إننا فقط نريد مكان آمن نلعب فيه كبقية الأطفال في العالم ، نحتاج أولا إلى التخلص من العنف الأكبر وهو الحرب بعدها يأتي العنف الأصغر أياً كان اسرياً أو اجتماعياً . بينما طالب أنس اسماعيل ( اليمن ) ، 14 عاماً ، بضرورة متابعة تطبيق قوانين الطفل الموجودة في اليمن ، بالإضافة إلى الحد من عمالة الأطفال ، كما طالب أيضاً بتعديل بعض القوانين لتتوافق مع اتفاقية حقوق الطفل . وأشار أنس إلى أن الحروب والنزاعات المسلحة في اليمن تؤثر سلبياً على الطفل حيث يتخلف عنها أطفال أيتام مشردين ولاجئين كثيرين . منتدى للأطفال العرب في نهاية المنتدى الذي استمر ثلاثة أيام أعلن الأطفال عن إطلاقهم "منتدى الأطفال العرب" بهدف مشاركتهم بآرائهم في السياسات والبرامج الموجهة لهم أو التي تؤثر فيهم وتوصيلها لصانعي القرار وواضعي السياسات . وأفاد مؤسسي المنتدى من الأطفال بأنه لن يكون قاصراً عليهم فقط ، وإنما لجميع أقرانهم من كافة الدول العربية ، وأكدوا أنهم سيعملون جاهدين لحث أقرانهم ذوي الظروف الصعبة ( ذوي الإعاقات العاملين أطفال الشوارع) للمشاركة بالمنتدى. كما تعدهوا بالعمل جاهدين فور عودتهم لبلادهم علي توسيع دائرة الأعضاء عن طريق إعلام الأطفال بالمنتدى من خلال المدرسة والمجالس البلدية والبرلمانات وأي أشكال أخري. واستقروا على أن يكون مقر سكرتارية منتدى الأطفال هو المجلس العربي للطفولة والتنمية ويكون دوره إنشاء موقعاً إلكترونياً للمنتدى والتنسيق بين أعضاء المنتدي في جميع الدول العربية . توصيات المجتمع المدني على التوازي مع ورش عمل الأطفال تم عرض تجارب المجتمع المدني في مواجهة العنف الواقع على الأطفال وتعريفهم بحقوقهم . كما عرض المجتمع المدني عرض المجتمع المدني المشاكل التي تواجهه في تنمية الطفل وأهمها عدم وجود بيانات وإحصاءات كافية . وإيمانا من المشاركين بأن هذا المنتدى سيظل فضاء لتبادل المعلومات والتجارب والمناقشات والمداولات حول قضايا حقوق الطقل، والتزاما بالعمل معا وفق مبدأ المشاركة بين بعضهم البعض ومع المؤسسات الرسمية وكافة الأطراف ذات العلاقة، فإنهم يجددون حرصهم وتأكيدهم على أن يظل هذا المنتدى منبرا ومرجعا للعمل المشترك من أجل الطفولة العربية، ويقدمون خلاصة مناقشاتهم أثناء المنتدى في عدة توصيات أهمها : * حث الدول العربية للعمل على استكمال التشريعات لمنع كافة أشكال العنف ضد الأطفال ووضع التدابير والآليات لحماية الأطفال ضحايا العنف بطريقة تضمن احترام خصوصية الأطفال وثقافة المجتمع. * تكثيف الدراسات والبحوث المتعلقة بممارسات العنف ضد الأطفال وإلقاء الضوء على تلك التي تثبت خاصة في مجال الاتجار بالأطفال والاستغلال الجنسي، بالإضافة إلى ضرورة تطوير وتنفيذ نظام منهجي لجمع البيانات وتطوير أدوات بحث تساعد في الحصول على معلومات علمية صحيحة حول الأطفال في خطر. * حث المجالس واللجان المعنية بالطفولة على تقديم تقارير متابعة سنوية للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال وللجنة الطفولة العربية حول تنفيذ توصيات دراسة الأمين العام للأمم المتحدة حول العنف ضد الأطفال وحث الدول العربية على تضمين متابعة توصيات الدراسة في تقاريرها إلى اللجنة الدولية لحقوق الطفل.