فيما تحاول أمانة جدة العمل بشكل جدي على صيانة البنية التحتية، يكسب مخالفون أفارقة قوت يومهم من تلف وتضرر الطبقات الأسفلتية الموجودة في مختلف أنحاء المحافظة عبر مهنة غسل السيارات، إذ يستخدمون مواد كيماوية تضر بالطبقة الأسفلتية، وبالأخص في الأحياء الجنوبية. ولم يجد عمل الأفارقة اليومي من يوقفه أو يستنكره على الأقل من قبل المواطنين، بالأخص أن العديد من السكان يستغل رخص أسعارهم مقارنة بالمغاسل المخصصة للسيارات في غسل سياراتهم، وأصبحوا زبائن شبه دائمين لمغاسل عشوائية تعتمد كليا على العمل البدائي والعشوائي الذي أضر كثيرا بالبنية التحتية والبيئة في المواقع التي استولى عليها المخالفون. وأوضحت ل«عكاظ» مصادر في أمانة جدة أن جولات يومية من قبل البلديات الفرعية رصدت العديد من مواقع يستغلها مجموعة من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل لغسل المركبات بشكل مخالف للأنظمة جاء نتاجها تلف الطبقات الأسفلتية، وتكوين الحفر الوعائية نتيجة ترسب مواد التنظيف الكيميائية داخلها ما يؤدي إلى تفككها وانقشاعها تدريجيا مع مرور الزمن. وبينت الأمانة أنها أبلغت الجهات الأمنية ذات الاختصاص عن انتشار المخالفين، وحثت على كبحهم والتعامل معهم وفق ما تقتضيه الأنظمة السارية، تمهيدا لإصلاح الشوارع المتلفة التي تم رصدها من قبل عن طريق نظام إلكتروني، بيد أن الجهات المختصة لم تتفاعل مع بلاغاتها. وشددت الأمانة على ضرورة التكاتف والتعاون من قبل الجهات المسؤولة عن هذه الفئة، كونها باتت تنتشر بشكل واسع في مختلف أنحاء جدة، وهو ما يؤدي إلى انقشاع الطبقات الأسفلتية في أكثر من موقع ويتسبب بالضرر المباشر للمركبات والبيئة. من جهته، يقول المواطن فيصل الأحمري (من سكان الأحياء المتضررة) إن انتشار الممتهنين غسل السيارات بشكل مخالف تحت جسر الستين أدى إلى تدمير الطبقة الأسفلتية للطريق، كونهم يغسلون السيارات دون أدنى مراعاة للنظافة أو نزح المياه الملوثة من الطريق العام ما تسبب في تآكل الطبقات الأسفلتية، وانتشار الحفر الوعائية. ودعا الأحمري الجهات المعنية إلى إجراء جولات ميدانية على المواقع المتضررة للوقوف على الوضع، وإيجاد الحل المناسب لهذه المشكلة. فيما رأى المواطن خالد الفيفي (من سكان الأحياء المتضررة) أن تعامل بعض المواطنين مع المخالفين الأفارقة شجعهم على الاستمرار في عملهم دون أدنى خوف من العواقب، مضيفا «هذه المهنة تدر عليهم يوميا مئات الريالات، ما جعلهم غير مكترثين بالضرر الذين تسببوا فيه». وأشار الفيفي إلى أن غسل السيارات بالشكل العشوائي ساهم في تلوث البيئة في المنطقة الواقعة تحت الجسر، خاصة مع بقاء المياه الملوثة راكدة في مواقعها لمدة طويلة دون نزح أو تنظيف.