يقبض شبان أفارقة بإحكام على سوق غسل السيارات في الشوارع العامة، ويتوزعون على مجموعات في بعض الساحات وعند مواقف سيارات المراكز التجارية، وأي دخيل عليهم يطرد ولا يجد له موطئ قدم بينهم. وتشتد المنافسة بين الأفراد داخل كل مجموعة، وعند قدوم أية سيارة تجدهم يهجمون عليها بشكل جماعي، عارضين على صاحبها خدمة الغسل، ويحدث أي يرمي أحدهم قطعة القماش التي يستخدمها في الغسل على السيارة المستهدفة قبل أن يسبقه آخر. جزء كبير من هؤلاء الشبان، من مخالفي أنظمة الحج والعمرة، ويمارسون هذا العمل دون ترخيص رسمي، ويعترف أحمد الغامدي مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة، أن هؤلاء الغسالين أصبحوا ظاهرة مزعجة في أنحاء متفرقة من جدة، ويتسببون في تلف طبقة الإسفلت وانتشار الحفر الوعائية من كثرة المياه الراكدة، لكنه يؤكد أن مراقبي الأمانة يداهمون مواقعهم بين الفترة والأخرى ويصادرون أدوات الغسل، فيما هم يلوذون بالفرار. وبدورها تباشر الأجهزة الأمنية حملات المداهمة على مواقع تجمع المخالفين من ممتهني غسل السيارات، ويؤكد المتحدث الرسمي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد؛ أن هناك حملات تنفذ على مدار الأسبوع، تشترك فيها جميع الإدارات الحكومية مثل الهلال الأحمر وشركة كهرباء وقوة مهمات شرطة منطقة مكة والمرور والدوريات الأمنية والجوازات وهيئة الأمر بالمعروف وغيرها، تسفر عن ضبط الكثير من المتخلفين الذين يسلمون للترحيل. ويعود الغامدي لمناشدة أصحاب الأحواش التي يجعل منها بعض الغسالين مكانا لممارسة مهنتهم، بتسويرها حفاظا عليها من العبث وحفاظا على المنظر العام للمحافظة، مشيرا إلى أن عمل الأمانة لن يؤتي ثماره إلا بتعاون الجميع «المواطن هو خط الدفاع الأول ونطالبه بعدم التعامل معهم والإبلاغ عنهم»، ودعى الجميع للإبلاغ عن أية مخالفات يشاهدونها على هاتف العمليات (940). فيما يخصص الأمن العام الرقم 6425550 لاستقبال جميع البلاغات وشكاوى المواطنين، وذلك بحسب العقيد الجعيد.