أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودي تعاملاته بانخفاض عند 6310 نقطة، بعدما شهد أداء اتسم بالتذبذب المتباين ما بين الأخضر والأحمر، حيث هبط إلى أدنى مستويات التداول أثناء جلسة الأربعاء إلى 6303 نقاط، وقلص خسائره تلك قبيل الإقفال بنصف ساعة تقريبا، حيث ارتفع إلى 6330 نقطة، إلا أن الكميات المعروضة للبيع والتي تغلبت على القوى الشرائية، هوت بالمؤشر إلى النقطة التي أقفل عليها. وشهد المؤشر في منتصف الجلسة ارتفاعا إلى 6343 نقطة، لكنه فقدها نتيجة البيوع التي حدثت والتي أصبحت تحكمها المخاوف من عودة ظهور بعض البيانات السيئة حول أداء الاقتصاديات الغربية، إضافة إلى انتهاء فترة ظهور نتائج الشركات والتي دفعت معظم الأسواق إلى مستويات مرتفعة، مثل مؤشر داوجونز الذي ارتفع من مستويات 9400 نقطة إلى 11200 نقطة تقريبا، الأمر الذي رفع معه درجة مخاطر الشراء بدرجة عالية، ما قد ينذر بهبوط محتمل الأمر الذي يبعث على الخوف من إقدام سوق الأسهم السعودية على اقتفاء أثر «داوجونز» في تصحيحه المحتمل حتى لو لم يواكب ارتفاعه إلى المستويات التي أشرنا إليها. ومن المهم تناول أداء السوق منذ بداية الأسبوع المنصرم، حيث شهد أفضل أداء كسته باللون الأخضر وتميزت عن أسابيع كثيرة ماضية كان يغلب عليها الأداء السلبي والإقفال بالأحمر أثناء تداولات تلك الأسابيع. وارتفع مؤشر السوق منذ بداية الأسبوع من مستويات 6206 كأدنى مستوى وحتى بلوغه 6343 كأعلى نقطة يصل إليها خلال الشهر. هذه النقطة تقترب كثيرا من مقاومة كنا أشرنا إليها الأسبوع الماضي وهي نقطة 6363 نقطة، كذلك كان لتماسك سهم سابك والراجحي والاتصالات السعودية أثره في إبقاء توازن الأداء ما بين الصعود والهبوط رغم بعض التراجعات التي اتسمت بالحدة أحيانا لبعض الأسهم والتي منها ما هبط بالنسبة الدنيا. ومن أهم الأوضاع التي رصدت هي حالات التلاعب الواضحة من بعض المحافظ، والتي وضعت مثلا أوامر بيع بالنسبة الدنيا لسهم الدوائية قبيل افتتاح السوق بغية خلق انطباع بوجود أخبار سيئة في الشركة، وهو فعلا أدى إلى زرع مخاوف كبيرة لدى صغار المتداولين، الأمر الذي حدا بالكثير منهم إلى التدافع لوضع أوامر البيع بسعر السوق خوفا مما لا يحمد عقباه. ومع افتتاح جلسة التداول ومع ظهور إعلان الشركة المحفز والإيجابي تبدلت الأحوال وسحبت تلك الأوامر التي سعت إلى خلق انطباعات كاذبة. وما ندعو إليه هو أنه يجدر بالجهة المختصة في هيئة السوق المالية ألا يمر مثل ذلك الحدث دون إيقاع الجزاء الرادع. ومن المتوقع أن يتسم أداء الأسبوع المقبل، والذي تتخلله فترة نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) وبداية تداولات شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، بالحيرة حيث من المهم جدا ألا يقفل المؤشر تحت نقطة 6204 نقاط، لأن ذلك سيعطي إشارة مبدئية مهمة عن سلبية محتملة للأشهر المقبلة، لكن هذا الوضع لا يزال غير وارد بصورة غالبة، إذ إن تناول تداولات الأسبوع المقبل تشير إلى أن المؤشر بصدد اختبار دعم أول عند 6300 ثم 6291 نقطة، وإذا كسر هذا الدعم ولم يقفل فوقه، فإن احتمالات الهبوط إلى نقطة الدعم القوية عند 6233 نقطة تكون الأكثر احتمالا. وعلى الجهة الأخرى إذا ما تمكن المؤشر من الانطلاق من دعم 6291 نقطة فإنه سيختبر مقاومة 6345 ثم 6392 ثم 6404 نقاط، ربما بدعم من سافكو والاتصالات والكهرباء وسابك مع استمرار محتمل للمضاربات بأسهم منتقاة في قطاع التأمين وبعض القطاعات الأخرى.