لم تقتصر عمليات السطو الفني على عصرنا الراهن، وإنما هي تعود إلى عقود طويلة مضت، فقبل مائة عام وتحديدا في 21 أغسطس (1911) تعرضت اللوحة الأكثر شهرة في العالم وهي «الموناليزا» للسرقة من فوق جدارها في متحف اللوفر في العاصمة «باريس»، والمدهش أنه لم تكتشف السرقة إلا بعد مرور 24 ساعة، حيث كان مدير المتحف يقضي إجازته الأسبوعية، وعلى إثر ذلك أغلق المتحف أبوابه لمدة سبعة أيام، وأجرى سلسلة من التحقيقات المكثفة في عملية السرقة بواسطة أكثر من 60 محققا، لكونها سرقة كبرى اعتبرها الفرنسيون آنئذ كأنها سرقة أبراج كاتدرائية «نوتردام» في «باريس». وراجت الاتهامات حول دوافع السرقة، واعتبر البعض أن وراءها خلفية سياسية، وأن أجهزة الاستخبارات الألمانية تقف وراء هذه السرقة الفنية في إطار إضعاف معنويات الفرنسيين، واتضح لاحقا أن مواطنا إيطاليا متعصبا وراء سرقة اللوحة لرغبته في إعادتها إلى موطنها الأصلي، لكونها أبرز أعمال الفنان الإيطالي الشهير «ليوناردو دافنشي» .. وتم إعادة «الموناليزا» إلى «اللوفر» بعد عامين من سرقتها. ومن فرنسا إلى بريطانيا، فقبل نصف قرن تعرض المتحف الوطني في لندن عام (1961) لسرقة إحدى أبرز لوحاته، وهي «دوق ولينجتون» للفنان الإسباني جويا، ونفذ عملية السرقة سائق شاحنة إنجليزي يدعى «كمبتون بونتون»، ومن الطريف أنه لم يقصد التربح من السرقة، بل أرسل رسالة إلى وكالة «رويترز» للأنباء يطالب بفدية توازي القيمة المالية للوحة؛ مقابل إعادتها، مؤكدا أنه سيوزع قيمة الفدية على الجمعيات الخيرية، وبعد مرور أربعة أعوام من فقد اللوحة، وعدم الاستجابة للعمل الخيري (!!) لسارق اللوحة، قام بالاتصال بصحيفة «ديلي ميرور» اللندنية، وأبلغهم أنه ترك اللوحة في مخزن الحقائب والأمتعة في إحدى محطات السكة الحديد، ليتم إعادتها إلى المتحف عام (1965). ومن بريطانيا إلى إيطاليا، وبعد أربعة أعوام من الواقعة السابقة جرت واقعة سرقة في أكتوبر 1969، حيث تسلل لصان إلى «أوراتوري سان لورينزو» في مدينة «باليرمو» في إيطاليا وسرق لوحة «المهد» للفنان كارافاجيو بعد نزعها من إطارها .. وقدر الخبراء حينها قيمة اللوحة بأنها تتجاوز ال 20 مليون دولار، ولكن على خلاف السرقتين السابقتين، لم يتم استعادة تلك اللوحة بعد مرور 40 عاما على سرقتها. [email protected]