وكلمة فرصع يفرصع فهو مفرصع، كلمة عامية ولكنها تعبر بطريقة جيدة عن حالة الإنسان الذي يقابل الآخرين بوجه متجهم وينظر إليهم نظرات حادة مليئة بالقسوة والترهيب والغطرسة، وهي حالة رأيتها مرارا، وقد يكون كل واحد منا رآها ماثلة أمامه في مناسبة أو موقف فهناك من الموظفين من يرى أن مقابلة الناس بوجه طلق يحط من قدره ويجرئ المراجعين عليه ولذلك فإنه يبدأ دوامه وهو مفرصع وينتهي منه وهو مفرصع، وقد يحتاج في نهاية الأمر إلى قطرة عين لإزالة الالتهاب الناتج عن كثرة الفرصعة، متوهما أن عمله ذاك سوف يجعله كبيرا وخطيرا ومهاب الجانب، ولأنه المدير أو الرئيس أو المسؤول عن مجموعة من المرؤوسين، فإن بعض هؤلاء يرون أن من واجبهم الوظيفي الأساسي أن يقلدوا قائدهم الهمام في سلوكه بغض النظر عن مدى موافقتهم أو إيمانهم بذلك السلوك، فتجد الأقدم منهم في الوظيفة يوصي الموظف الذي يليه في الأقدمية بقوله: إذا فرصع أبو فلان ففرصع مثله حتى لايطمع في الإدارة مراجع أو صاحب حاجة، لأنك إن لم تفعل ذلك فإن رئيسك يعدك إنسانا رخوا لايصلح للمهام الصعبة، ولذلك فلا يعجبن أحد منكم إن دخل إدارة أو جهازا فوجد أن العلامة الفارقة لجميع من فيها من البواب حتى صاحب المكانة والجناب، هي الفرصعة لأن كل واحد من المجموعة يقلد الرئيس ويحاول أن يبز أقرانه وزملاءه في ذلك السلوك حتى يفوز بالثقة والقرب والمكانة والترقية والجائزة الإدارية لأفضل مفرصع !!. أما الذين تحول أخلاقهم وما يؤمنون به من مبادئ ومثل دون الدخول في زمرة المفرصعين فإن عليهم ألا يلوموا أنفسهم إن ظلوا في آخر القائمة بعيدين عن الثقة والمزايا، ولذلك فإن على الإنسان منا إذا ما دخل إدارة ما وقوبل بالفرصعة عند مدخلها أن يتأكد أن المفرصع الأكبر في تلك الإدارة قابع خلف الباب فإما أن يتقدم نحو غايته متحملا ما يواجهه من فرصعة وتجهم وإما أن ينسحب مضحيا بحاجته أو باحثا عن شفيع يزيل عن طريقه بمكالمة هاتفية واحدة رهط المفرصعين الذين إذا ما علموا أن المراجع له علاقة بالرئيس فإن فرصعتهم تتحول إلى ابتسامات وديعة ويصبح كل واحد منهم أرنبا أليفا ناعم الوبر؟!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة