بحثت ندوة الطاولة المستديرة ضمن أنشطة مؤتمر طب الحشود التي انطلقت أنشطتها أمس (4) محاور رئيسية، برئاسة وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة ومشاركة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة ووزير الحج الدكتور فؤاد الفارسي وعشرة من الوزراء الخليجيين والعرب والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية ومديري المنظمات الصحية الخليجية والعربية. 4 محاور وأوضح د.عبد الله الربيعة، أن اللقاء يناقش (4) محاور هي دور التوعية الصحية للمشاركين في التجمعات البشرية ودور منظمة الصحة العالمية والهيئات العامة في هذا المجال، والمحور الثاني فكرة إنشاء مركز البحوث للتجمعات البشرية يكون مركزا للتدريب وكذلك للبحث العلمي، والمحور الثالث بحث فكرة أن يكون المؤتمر مؤتمرا دوليا يعقد كل عامين، أما المحور الرابع فيتضمن ماجاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين بشأن إنشاء دبلوم متخصص لطب الحشود والتجمعات البشرية في المملكة. تحديات زمنية وتطرق وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، في حديثه عن محور التوعية، منوها بما حققته المملكة في مجال التوعية والتعامل مع الحشود البشرية خلال موسم الحج والعمرة خصوصا وهي تواجه تحديات زمنية ومكانية وبشرية وثقافات متعددة ولغات مختلفة من مختلف أنحاء العالم مما كان له مردود إيجابي على التوعية الصحية وكيفية مواجهة هذه التجمعات البشرية. وأضاف «أن التجمعات البشرية لم تعد مقتصرة على الحج فقط وإنما أصبحت التجمعات البشرية في أغلب الشهور من أجل أداء مناسك العمرة وأن المملكة في عمل دائم في خدمة ضيوف الرحمن من خلال تقديم كافة الخدمات على مستوى عال من التميز للحجاج والمعتمرين من أجل أداء شعائرهم الدينية».ولفت إلى أن المملكة أصبحت تواجه الحشود البشرية طوال العام، داعيا في الوقت ذاته إلى التعامل مع تجربتها بشكل واقعي وجدي وإلى أهمية التنسيق والتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبقية المنظمات الصحية في الدول العربية والخليجية بشكل دائم. الخطة التوعوية ونوه خوجة بالخطة التوعوية الناجحة التي نفذت في موسم الحج الماضي، مرجعا نجاحها إلى تضافر جهود جميع القطاعات والوزارات المعنية، موضحا أن موسم حج العام الماضي واجه انتشار مرض انفلونزا الخنازير وقد تم التعامل مع المرض والقضاء عليه بشكل أمثل وخرج موسم الحج الماضي ناجحا بكل المقاييس. خوجة شدد على أهمية توعية الحاج قبل وصولهم إلى المملكة مع ضرورة أن يكون هناك تعاون من قبل دول الحجاج نظرا لأن الحجاج يأتون بأعمار وثقافات مختلفة وقد لا يشاهدون إعلامنا المحلي وما يحمله من رسائل توعوية، داعيا منظمة الصحة العالمية إلى التعاون في هذا المجال وإيصال الرسالة إلى الحاج في بلده. احتياطات وقائية وأوضح وزير الصحة في سلطنة عمان الدكتور أحمد السعيد، أن هناك بعض الاحتياطات الوقائية والطبية التي تشارك فيها بعض الدول الإسلامية والعربية من أجل بحث موضوع طب التجمعات البشرية، وهذا المؤتمر المهم يناقش مشكلات هذه التجمعات، مشيدا بتجربة المملكة الفريدة والمتميزة في ادارة الحج كل عام. السعيد طالب بعقد المؤتمر كل سنتين من أجل بحث كل ما يتعلق بطب التجمعات البشرية. جهود تكاملية من جانبه، أوضح وزير الحج الدكتور فؤاد الفارسي في كلمته، أن المملكة تستقبل لأول مرة في تاريخها أربعة ملايين معتمر خلال موسم العمرة هذا العام وتمنكنوا من أداء المناسك بكل يسر وسهولة، وهو ما يؤكد نجاح الموسم، لافتا إلى أن جهود المملكة في هذا الصدد تكاملية بين القطاعات والوزارات المعنية في المملكة. وأشار إلى أن وزارة الحج تهدف إلى وضع خطط شاملة مدروسة بعناية، وإقامة ورش عمل إلى جانب تكثيف الرقابة على مدار الساعة من قبل لجان متخصصة. وبين أن المملكة تستقبل في موسم الحج 75 بعثة و180 جنسية مما يوجب بذل دور أكبر من منظمة الصحة العالمية في هذا الجانب. أساليب توعوية وفي سياق متصل دعا مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول الشرق الأوسط الدكتور حسين الجزائري إلى أهمية أن يدرج موضوع التجمعات والحشود في اجتماع منظمة الصحة العالمية واستخدام أساليب توعية حديثة ذات رسائل وأساليب تقنية متطورة، مشيرا إلى نجاح المملكة في تطبيق التطعيمات في موسم الحج إلى جانب أنها استطاعت العام الماضي أن تواجه انفلونزا الخنازير رغم التحذيرات التي أطلقها البعض. الأمن الصحي أما المديرة التنفيذية لمنظمة الصحة العالمية مارجريت شان فأوضحت أن المنظمة لها ثلاث مهمات رئيسة من بينها الأمن الصحي العالمي، مطالبة بضرورة توافر إدارة لنشر الحماية للتجمعات البشرية مؤكدة على أهمية تأسيس علم طب الحشود البشرية.. وأشارت إلى سعي المنظمة الدائم لمخاطبة اللجان الأولمبية واتحاد الفيفا، والتي تشهد مناسباتها حشودا وتجمعات رياضية منوهة إلى حاجة المنظمة إلى تدعيم بالطاقات أكثر من حاجتها للدعم المادي. كما طالبت بأن تكون الخطط الإعلامية مستمرة وليست بشكل موسمي، وأن يكون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بشكل أمثل وأن تخاطب شرائح المجتمع كافة وليس شريحة معينة.