لو يعلم وزراؤنا الأفاضل أي مفعول سحري تتركها زياراتهم لمناطقنا لدأبوا على تكرارها رجالا أو ركبانا. هكذا تبدو لك الأحوال وقد انقلبت رأسا على عقب بين ليلة وضحاها وأنت وسط ما بك من دهشة تستطلع الأمور وهذه اليقظة المفاجأة والجدية في العمل غير المسبوقة لتعلم أن الجميع يستعد ليداري تقصيره وإهماله وأشياء أخرى أمام من لايرى إلا الظاهر أما الباطن فعلمه عند المواطن الذي لأحول له ولاقوة فهوقد تمثل صبر أيوب وجلده. أحدهم لكثرة فرحته بزيارة أحد المسؤولين لمدينته وخوفه من عدم تكرارها مرة أخرى اقترح أن يبحث له عن أكثر من شبيه حتى يرسلهم بين فترة وأخرى لتتبع ماتم إنجازه من مشاريع القائمين عليها لا يحركهم مع الأسف إلا الخوف من المفتش أو المراقب. أما وخز الضمير فقد مات تحت طائلة الجشع ونهب المال حتى من أفواه الضعفاء والذين لا يخفون تفاؤلهم عند مجيء الضيوف اعتقادا بأن هناك تغييرا حتى ولو بنقل الأشياء من مكان إلى آخر، كأن تصف الصخور قاطعة الشارع إلى نصفين أو تزداد كثبان الرمال علوا على جنبات الطريق فيخيل إليك أنك بين التلال التي قد تتحول حدائق غناء وشلالات تضيء مساء وتغفو جفونها صباحا على خرير المياه المهدور على قارعة الطريق دون فائدة. عندما تشاهد تلك المشاريع المتعثرة سنوات طوالا تتساءل كيف أنجز ما قبلها ؟؟ وهل الخلل في ضعف الميزانيات المخصصة، الشركات المنفذة، أم الجهات المشرفة على هذه المشاريع والقصور في متابعة سير العمل والالتزام بتنفيذ الشرط الجزائي على المؤسسة التي رسا عليها المشروع في حال انقضت المدة والحال كما هو، لكن لدينا لاشيء من ذلك يحصل، بل حبة خشم وغيرك كثير على قائمة الانتظار يتسلم التعميد وهو وشطارته !! وطبعا تحديد وقت التسليم يظل مفتوح إلى ما شاء الله لذلك يوسع صاحبنا أنشطته محاولا أخذ أكبر قدر من المشاريع ومعه من يداهن الأمور ويسايسها لتؤول إليه دون سواه يصاحب ذلك صمت مطبق لمن حوله وعدم محاولة معرفة سر هذا الحظ المنقطع النظير الذي يقوى في كل مرة حسب سخائه في زيادة عدد خانات الأصفار.. مطلع هذا الأسبوع زار نجران وزير النقل لتضج الطرق والشوارع بالحركة والتي تبدأ قبل أن تغادر الطيور أعشاشها صباحا ولا تستكين إلا في الهزيع الأخير من الليل وقد اختلطت رائحة الإسفلت بالرمل في مزيج تشمه أنوفنا كأطيب من رائحة المسك كيف لا وهو يعيد الأمل إلى خيباتنا بأن مشاريع الطرق في المنطقة ستحيا بعد رحلة موت مريرة، هكذا كان أسبوعا حافلا بالنشاط، ولكن غداة أن غادرنا الوزيرنامت الطرق وشلت حركتها وعدنا إلى السبات من جديد، تمنينا لو أدركنا الوزير قبل أن يتوارى ركبه في الأفق ليرى فاجعتنا بأم عينيه لكن من اختفى تصعب عودته ويبقى أملنا معلقا برجعته في خريف عام قادم. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 270 مسافة ثم الرسالة