الذي مات، وفي نفسه شيء من «حتى»، لم يكن معلقا كرويا !، المعلق الكروي، يموت، وفي نفسه شيء من «ما»، وقد يموت أيضا، و في حلقه «ماء»، هذه الأخيرة، تعني، عادة، أن هناك ما يجب قوله، ولا يمكن قوله، في نفس اللحظة، وهي تحدث، كثيرا، عندما يتورط، معلق كرة القدم، تحديدا، في مشهد ضربة جزاء، غير صحيحة، محسوبة، أو العكس، أو في طرد مستحق، أو العكس، يشعر حينها، أن شيئا ما يجب أن يقال، لكنه لا يستطيع، لأن من شأن ذلك، تأليب الجمهور، على الحكم، وإشعال فتيل حملة إعلامية، شرسة، ضده، أرثي لحال المعلق، وارتباكه، أمام إحراجات كهذه، وأشفق، على شح الدهاء، والمكر لديه، وهو يقول: (نترك ذلك للخبير التحكيمي) !، لكنني لا أتحدث عن هذا الماء، ولكن عن هذه ال (ما) اللغوية، التي يستخدمها المعلق، فتقلب المعنى، خاصة وأنه، بسبب الانفعال، أو التعليم، أو كلاهما، لا يقدر، على الاحتفاظ، باللغة الفصحى، بعيدا عن العامية الدارجة، كل من يعلق على مباريات كرة القدم، يعيشون هذه الورطة، وهي لا تنكشف، إلا عند استخدامهم لهذه ال (ما)، لأنها تؤدي في اللغة الفصحى، معنى، ثم تؤدي نقيضه، تماما، في العامية، فهو حين يقول في الفصحى، مثلا: (إذا ما فاز النادي الفلاني في المباراة، يكون كذا وكذا)، يكون قد قال معنيين متناقضين تماما، لأنه إن أراد الفصحى، أصبحت ال (ما) توكيدا للفوز، لكنها في العامية تعني، توكيدا للهزيمة، وفي مباراة منتخبنا، الشاب، الأخيرة، مع استراليا، كنا مجموعة متجمهرة أمام التلفزيون، قال المعلق: (إذا ما فزنا في المباراة إن شاء الله)، فقال أحدنا: (الله يسمع منك)، وقال آخر: (حسبي الله عليك من معلق تدعي علينا) !، في فن المحاورة الشعبية (القلطة)، اشتهرت كلمة (خلوها)، أنا مضطر هنا، لعدم وضع النقاط على الحروف، والاكتفاء بها غير منقطة، وأقول: (حلوها) !.. يكتبها: فهد عافت صندوق بريد: 375225 الرياض الرمز البريدي: 11335 [email protected]