نحن معشر الأمهات كثيرا ما يستهوينا تدليل أطفالنا والتفنن في ذلك بطرقنا الخاصة، لذلك غالبا ما نقع في فخ المبالغة في الدلال فيصيبنا هوس شراء وجلب المزيد من الألعاب والمزيد من الملابس والهدايا والحلوى وقائمة طويلة من أدوات وأساليب الدلال، والأدهى من ذلك أن نتعامل مع الطفل على أنه لا يفهم سو لغة الدلال، ونستحلي منظر يده الصغيرة وهي تمتد للضرب وردة فعلنا لا تتجاوز سوى تعليق إنه «لا يفهم أو لا يقصد». وفي النهاية نجد أننا ضللنا الطريق وأوقعنا الضرر بأولادنا وساهمنا في جعلهم سلبيين وخانعين ومدللين وعديمي المسؤولية. قد يسلك البعض منا طرق التربية القديمة البالية والتي تعتمد على القسوة والضرب والتهديد والعقاب والتخويف والابتزاز، جهلا منا بأن هذا النوع من التربية وإن كان يؤتي ثماره في السابق، لكنه بلا فائدة مع طفل اليوم المتفتح الواعي ذو الشخصية القوية بفعل العوامل الخارجية والانفتاح، وإن أجدى نفعا على المدى القصير لكنه لن ينتج طفلا متعاونا ومبدعا وواعيا في المستقبل، لذلك على الأم الواعية الحريصة على تنشئة طفلها نشأة سوية، أن تكون على علم ودراية واطلاع بطرق التربية الإيجابية الحديثة، وأن تعد طبختها الخاصة في التربية بمقادير محسوبة تتناسب مع شخصية طفلها وتكوينه وتقدمها له على طبق من الحب والحنان الوافر. عبدالله دراج