تجربتنا مع «وزراء الصمت» غير مشجعة، فكل وزير أو مسؤول أعلن اختياره الصمت في مواجهة أسئلة الصحافة حتى يلم بأحوال وزارته ويجمع شتات مسؤوليته لم يقدم شيئا!!. أنا بكل تأكيد أفضل أن يختار المسؤول الصمت عند توليه المسؤولية على أن ينثر الوعود والأحلام، لأنني أجد في ذلك واقعية، لكنني بكل تأكيد لا أريد أن يجعل المسؤول من الصمت وسيلة للهروب الدائم من الإجابة على أي أسئلة تتناول واقع أعمال إدارته وتمس صميم مسؤولياته!!. كما أنه من غير المقبول ولا اللائق أن يقول أي مسؤول إنه في حالة تدرب، فهو لم يحمل الأمانة ويكلف بالمسؤولية ليتدرب، وإنما ليحمل الأولى ويضطلع بالثانية، فالمنصب العام ليس محطة تدريب ولا تجريب وإنما موقع مسؤولية عظيمة يحملها من هو جدير بها وكفؤ لها!!. أما وزير العمل فقد أخطأ عندما خاطب رؤساء الغرف التجارية بصفته رجل أعمال، فأنظمة العمل والخدمة المدنية لا تجيز لموظفي الدولة الجمع بين الوظيفة الحكومية والعمل التجاري، ولا يجوز إرسال أي رسائل خاطئة من الرجل المؤتمن على احترام أنظمة العمل، حتى وإن كان ذلك على سبيل المزاح، لأنها رسائل يتلقاها العامة ويقرؤونها على اختلاف شرائحهم حسب مستويات وعيهم ودرجات فهمهم!!. أتذكر أنني زرت قبل سنتين مسؤولا عين على رأس جهاز حكومي لأستشف رؤيته لمستقبل الجهاز، وأقرأ ملامح التغيير المتوقع وفقا لاستراتيجيته في العمل والتخطيط، فكان كل 3 دقائق يكرر أنه أعطى نفسه مهلة ستة أشهر قبل يتخذ أي قرار أو يغير موقع أي مدير أو يصرح لأي صحيفة، فخرجت من عنده وأنا أمني النفس بحصاد عظيم بعد ستة أشهر من التأني والتأمل، لكن كل حصاده منذ ذلك الحين .. الصمت والجمود!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة