لا يفاجئني أن تكون «الكلمة» وأثرها المهم جزءا من الكلمة المسموعة التي اختصرت مضامين الكلمة المكتوبة لخادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى أول أمس، فأهمية الكلمة وتأثيرها في المجتمع أمر تم إدراكه على مر العصور، فالكلمة سلاح ذو حدين وهي كما قال الملك: «أشبه بحد السيف، بل أشد وقعا منه». لقد أدرك الملك واقع أهمية الرأي ووسائل التعبير عنه وتأثيره على المجتمع ومقومات وحدته وتضامنه وموقع ذلك من مهمة تعزيز مسيرة الوطن في مقابل إساءة استخدام وسائل التعبير عن الرأي واتخاذها مطية لأهداف فرعية؛ من خلال تطويع الشعارات الوطنية والفكرية لخدمة الأغراض الذاتية وتسخيرها لتصفية الحسابات الشخصية، أو تمرير الرسائل الملغمة وإشغال المجتمع بالمعارك الضيقة الأفق والقضايا الجانبية المربكة على حساب الوطن واستقراره وسمعته وصورته أمام الأمم الأخرى. إننا في وسائل النشر وخاصة الإعلام نتحمل مسؤولية عظيمة في ترتيب أولويات مجتمعنا وخدمة مقومات صلابته وتجنيبه مخاض النزاعات حول القضايا الهامشية والتافهة، التي تعمل على زعزعته وإرباكه وإشغاله عن قضاياه المصيرية والأساسية وأولويات بناء الإنسان وإعداده لمواجهة التحديات العصرية. وفي المقابل يتحمل كل مسؤول في موقع مسؤوليته العامة مسؤولية تقدير الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في ممارسة النقد الهادف والبناء والتوقف عن الترفع على النقد أو النظر بعين الريبة إلى الانتقادات أو الإفراط في الحساسية تجاهها، فنحن جميعا شركاء في مسؤولية عظيمة واحدة وهي خدمة هذا الوطن والعمل على رفعته وتحقيق تطلعات قيادته، والنقد المسؤول والهادف عندما ينتصب على قواعد الحقيقية والواقعية والموضوعية فإنه يصبح حد السيف الذي يهوي بعدالة على التقصير والإهمال وسوء الإدارة. لقد وضع المليك نقاطه المضيئة على الكثير من الحروف المتناثرة في حياتنا اليوم ليعيد صياغة الكلمات لعلها تذكر بأن الوطن دائما وأبدا وفي كل وقت ومن أي موقع يأتي أولا ولا شيء قبله. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة