الزيارة السياسية للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان انتهت، وغادر الرجل إلى بلاده، إلا أن الزيارة عند اللبنانيين لم تنته بعد، بخاصة مع تحولها لمادة هزلية عبر مجموعة من النكات منها ما هو من نسج الخيال ومنها ما استند إلى روايات ومشاهدات لأشخاص ساسة أو إعلاميين كانوا شهوداً على الزيارة. ولعل أبرز النكات التي أطلقت هو ما نقله إعلامي عن سياسي في قوى الأكثرية عندما طالب زميلاً له في العشاء الرئاسي الذي أقيم على شرف نجاد في قصر بعبدا فقال: «أهلا نجاد.. شكرا قطر.. عفوا سورية.. وداعا لبنان». فيما ينقل أحد الوزراء اللبنانيين عن لسان عضو في الوفد الإيراني بعد غداء السراي الحكومي الذي أقامه رئيس الحكومة سعد الحريري فيقول: «ما تناولناه من طعام عند الرئيس الحريري ألذ من كل ما تناولناه في لبنان...». كما بدا لافتاً أن الصحن الرئيسي على مائدة الرئيس الحريري التكريمية للرئيس نجاد كان الرز على الطريقة الإيرانية. النكات اللبنانية حول زيارة الرئيس نجاد لم تقتصر على الإعلاميين والسياسيين بل شملت أيضا الشارع برمته الذي انقسم كزعمائه حول هذه الزيارة، فأنصار الأكثرية وقوى 14 آذار كانوا يتهكمون على الزيارة فيقول أحدهم «الرئيس نجاد يزور لبنان للاطمئنان على استثماراته في الضاحية والجنوب». فيما قال البعض مستهزئاً بموقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط مطلقا دعابته «لقد كان جنبلاط على طريق المطار مستقبلا نجاد مع أنصار حزب الله يصرخ: بدنا التار من ميليس ومن بلمار». في المقابل فإن أنصار حزب الله ولمدة ثلاثة أيام متواصلة تخلوا عن التحية العربية فما أن يلتقي أحدهم بالآخر حتى يبادره بالقول «خوش آمديد» أي أهلا وسهلا بالفارسية وهو الشعار الذي رفعه حزب الله على الصور المرحبة بالرئيس نجاد. زيارة الرئيس نجاد إلى لبنان انتهت لكن ما يحصل في لبنان من تجاذب وتنافر لم ينته وحتى ذلك الحين «خوش آمديد» لكل زائر إلى لبنان.