احاطت السلطات الايرانية زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري طهران، التي وصلها امس، بحفاوة وتغطية اعلامية لافتتين، تمثلتا بلافتات ترحيب بالضيف اللبناني رفعت في العاصمة الايرانية وطبع عليها العلمان اللبناني والايراني وكتب عليها «خوش آمديد - اهلاً وسهلاً» على غرار اللافتات التي ارتفعت في بيروت وجنوب لبنان للترحيب بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قبل اكثر من شهر لدى زيارته الرسمية لبنان، كما تجلَّتا بالتغطية الواسعة للزيارة، بحيث ان المواطنين الايرانيين كانوا كلما صادفوا احد اعضاء الوفد اللبناني الكبير المرافق للحريري يبدون على معرفة مسبقة بزيارة الرئيس سعد الحريري لبلدهم. وخصت ايران ضيفها باستقبال نادر في مجمع سعد اباد، الذي يضم قصور الضيافة الايرانية وقصور شاه ايران السابق، حيث اقيم استقبال رسمي للحريري. وكان على رأس مستقبليه النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي. وبدأت مراسم الاستقبال بعزف النشيدين اللبناني والايراني، ثم استعرض رحيمي والحريري حرس الشرف، ومن النادر ان يقام استقبال رسمي في هذا المجمع لغير الزوار المميزين. واستهل الحريري لقاءاته بواحد ثنائي مع رحيمي تحول اجتماعاً تحضيرياً موسعاً في مجمع سعد اباد، حضره وزراء: العمل بطرس حرب، الاعلام طارق متري، التنمية الادارية محمد فنيش، الثقافة سليم وردة، الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ، التربية والتعليم العالي حسن منيمنة، الشباب والرياضة علي عبدالله، والنائب السابق باسم السبع، ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري، والمستشار هاني حمود، وسفير لبنان لدى ايران زين الموسوي. حضر عن الجانب الايراني، الى جانب رحيمي، وزير الخارجية منوشهر متقي، ووزير الاسكان علي نك زاد، وسفير ايران لدى لبنان غضنفر ركن ابادي، وعدد من كبار معاوني نائب الرئيس الايراني، وتناولت المحادثات، بحسب بيان صادر عن مكتب الحريري الاعلامي، «العلاقات الثنائية بين البلدين والاوضاع في المنطقة، واستُكملت المحادثات في جلسة عقدت مساء». وكان الحريري وصل والوفد الرسمي المرافق في الثالثة والنصف عصراً بالتوقيت المحلي الى طهران، وكان في استقباله الوزير نك زاد وعدد من المسؤولين الايرانيين، وتوجه الى مجمّع سعد اباد، وكان في استقباله رحيمي. ولدى سؤال الحريري عما يمكن أن يقوله في لحظات وصوله الأولى إلى طهران، سارع الى القول: «خوش آمديد»، وأعرب عن ثقته بأنّ نتائج زيارته طهران «ستكون طبعًا إيجابية». وفي السادسة بتوقيت إيران، عقد الحريري لقاء مع السفراء العرب المعتمدين في طهران، برئاسة سفير الكويت مجدي الظفيري في مقر اقامة الحريري في فندق «استقلال»، وعرض معهم في حضور اعضاء الوفد المرافق، الاوضاع في لبنان والمواضيع التي سيتطرق اليها خلال زيارته الى طهران. ثم التقى الوزير زاد، وتبعت اللقاء جولة محادثات مع وزير الخارجية منوشهر متقي. وأقام رحيمي مأدبة عشاء على شرف الحريري في المجمع المذكور. وذكرت مصادر الوفد اللبناني ان الحريري لن يتناول خلال محادثاته في ايران، الأوضاع الداخلية اللبنانية، موضحة انه خلال المحادثات الرسمية كانت هناك إشادة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي يعتبر «مؤسس العلاقة الجيدة والممتازة مع ايران». وتستمر زيارة الحريري ثلاثة ايام، وأبرز محطاتها اليوم، حيث من المقرر ان يلتقي مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي ثم الرئيس نجاد، ويتخلل الزيارة توقيع اتفاقات. وكان نائب وزير الخارجية الايراني لشؤون الشرق الاوسط محمد رضا شيباني قال لصحيفة «خبر» امس، ان «الزيارة تأتي في اجواء حساسة ومعقدة في لبنان، والقضايا المتعلقة بالمحكمة الخاصة بلبنان اثّرت في شكل كبير في الوضع السياسي والاجتماعي في لبنان». وأكد ان «تعزيز العلاقات بين لبنان والجمهورية الاسلامية الايرانية يصب في المصلحة المشتركة وسيعزز المقاومة في مواجهة النظام الصهيوني». لكن صحيفة «ايران دايلي» كتبت امس ان زيارة الحريري «لا يمكن اختزالها بقضية المحكمة الخاصة بلبنان التي تشكل قضية داخلية في لبنان». وذكرت ان الزيارة «يمكن اعتبارها بمثابة مؤشر الى التطور الايجابي في العلاقات بين طهران والرياض». وأضافت الصحيفة الحكومية ان زيارة الحريري «الذي يرافقه عدد من الوزراء ستتيح ايضاً تطوير التعاون الثنائي إثر توقيع 17 اتفاقاً او بروتوكول اتفاق خلال زيارة احمدي نجاد للبنان في منتصف تشرين الاول (اكتوبر) الماضي».