أوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن الرابطة الآن في الخطوات النهائية لإنشاء مركز الملك عبدالله العالمي للحوار، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين دعا لمبادرته للحوار عندما رأى أن هناك قضايا مشتركة بين أتباع الأديان والثقافات، وشاهد الملك ما تعانيه الإنسانية من مشاكل لا تحل إلا بالحوار. جاء ذلك في لقائه أمس في بكين بقادة الأديان الخمسة في الصين، مبينا «أن رابطة العالم الإسلامي تبنت مبادرة الملك عبدالله للحوار مع أتباع الأديان والثقافات، وأجرت اتصالات مع علماء الأمة الإسلامية ومفكريها للاجتماع في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار لوضع استراتيجية للعمل، والتعاون مع مختلف الأديان والثقافات، ثم عقد المؤتمر العالمي للحوار في مدريد، وشارك فيه عدد من أتباع الديانات والثقافات في أنحاء العالم، وتبع ذلك اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي ناقشت تلك المبادرة، وعقدت الرابطة عدة مؤتمرات وندوات في النمسا وسويسرا وغيرهما». وأشاد الدكتور التركي بما تميزت به الصين من منح مواطنيها حرية الاعتقاد وتعدد الثقافات والديانات، موضحا استعداد الرابطة للاشتراك مع الصين في برامج مشتركة لخدمة الإنسانية، وفي مقدمتها الحوار، انطلاقا من مبادرة الملك عبدالله في هذا المجال، وإقامة مؤتمرات وندوات للحوار «وهذا ما ركزنا عليه مع وزير الدولة لمصلحة الأديان، ورئيس الجمعية الإسلامية الصينية». ولفت التركي إلى أن الوفد الإسلامي العالمي للصين هدف من زيارته الحالية إلى التعاون والتعرف على المسؤولين في حكومة الصين، والجمعية الإسلامية الصينية، وقادة الديانات والثقافات في الصين. وأشار التركي إلى أن الرسالات الإلهية والأديان والثقافات بينها مشترك إنساني تتفق عليه جميعها، وهناك اتفاق على مجالات الخلاف، متسائلا: «لماذا تستعمل الخلافات لمصالح سياسية أو اقتصادية أو أي اعتبارات لا تتعلق بخدمة الإنسانية»، وبين التركي أن «الرسالات الإلهية أصلها واحد، وهو دعوة البشر لأن يعبدوا خالقهم كما حدد الله لرسله عليهم الصلاة والسلام». وجمع اللقاء خمسة من قادة أديان البوذية والمسيحية الكاثوليك والطاوية، حيث ذكر كل منهم نبذة عن دينه وعددهم وتاريخ دخوله إلى الصين وبعض من عاداتهم وتقاليدهم، كما أكدوا أن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والعقائد يعزز التبادل والتعاون والصداقة والسلام، ويقصر المسافة بين اختلافاتهم، موضحين أن أتباع الأديان الخمسة في الصين يمارسون التعايش فيما بينهم، ولا يوجد نزاع بينهم، وهناك تعاون بينهم في القضايا المشتركة، وتساعد بعضها البعض، موضحين أن هذا كله تحت شعار حب الوطن وبنائه، وأن الحكومة تدعم الأديان في بناء المساجد والمعاهد والمعابد. ويشير رئيس الجمعية الإسلامية الصينية الشيخ هلال الدين تشين قوانغ إلى أن الأديان دخلت إلى الصين عن طريق السلم والتبادل الثقافي، ودخولها لما تتميز به الصين من ثقافة التعايش، مؤكدا أن كل أتباع الأديان يجتمعون على حب الصين وتنميتها، حيث بذلت الجهات الدينية في الصين جهودا كبيرة للاستقرار. من جانب آخر، يعقد رئيس وأعضاء الوفد الإسلامي اليوم مؤتمرا صحافيا يشارك فيه عدد من رؤساء تحرير الصحف الصينية، كما يكرم سفير خادم الحرمين الشريفين في الصين يحيى الزيد رئيس وأعضاء الوفد الليلة في حفل عشاء يقيمه في بكين.