كشف معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبدالمحسن التركي أنه يجري حاليا تنفيذ المراحل النهائية لإنشاء مركز الملك عبد الله العالمي للحوار، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين دعا لمبادرته للحوار عندما رأى أن هناك قضايا مشتركة بين أتباع الأديان والثقافات، وما تعانيه الإنسانية من مشاكل لا تحل إلا بالحوار. جاء ذلك في لقاء الوفد الاسلامي العالمي الذي يزور الصين حاليا برئاسة الدكتور التركي يوم أمس في بكين بمسؤولي اتباع الأديان الخمسة في الصين، مبينا أن رابطة العالم الإسلامي تبنت مبادرة الملك عبد الله للحوار مع أتباع الأديان والثقافات، وعملت اتصالات مع علماء الأمة الإسلامية ومفكريها للاجتماع للمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار لوضع إستراتيجية للحوار والتعاون مع مختلف الأديان والثقافات، واثنى الدكتور التركي على ما تتميز به الصين من منح مواطنها حرية الاعتقاد وتعدد الثقافات والديانات، موضحا استعداد الرابطة للاشتراك مع الصين في برامج مشتركة لخدمة الإنسانية، وفي مقدمتها الحوار ومتابعة مبادرة الملك عبد الله في هذا المجال، وإقامة مؤتمرات وندوات للحوار مشيرا الى هذا ما تم التركيز عليه مع وزير الدولة لمصلحة الأديان، ورئيس الجمعية الإسلامية الصينية"، مبينا أن الهدف الاساسي من زيارة الوفد الإسلامي العالمي للصين هو التعاون والتعارف على المسؤولين في حكومة الصين، والجمعية الإسلامية الصينية، وقادة الديانات والثقافات في الصين. وبين معاليه أن الرسالات الإلهية والأديان والثقافات بينهما مشترك إنساني تتفق عليها كلها، وأن "الرسالات الإلهية أصلها واحد، وهو دعوة البشر لأن يعبدوا خالقهم. وشارك في اللقاء قادة الاديان الخمسة في الصين وهي الاسلامية والبوذية والمسيحية الكاثوليك الطاوية، حيث قدم كل منهم نبذة عن دينه ووعدد التابعين له وتاريخ دخوله إلى الصين، وبعض من عاداتهم وتقاليدهم، كما أكدوا على ان الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والعقائد يعزز التبادل والتعاون، والصداقة والسلام، ويقصر المسافة بين اختلافاتهم، موضحين أن أتباع الأديان الخمسة في الصين يمارسون التعايش فيما بينهم، وان هناك تعاونا بينهم في القضايا المشتركة. موضحين أن هذا كله تحت شعار حب الوطن وبناؤه، وأن الحكومة تدعم الأديان في بناء المساجد والمعاهد والمعابد. لقطة جماعية لممثلي أتباع الأديان في الصين مع التركي ومن جانبه أشاد الوفد الإسلامي بما تتميز به الصين من تعايش وتجانس وحرية في المعتقدات، مبينين أن هذا احترام للإنسان وتقدير له، مؤكدين أن الإسلام يدعو إلى الحوار والتعايش السلمي والسلام، معبرين عن سعادتهم بما وجدوه من أحوال طيبة للمسلمين في أقاليم الصين التي زاروها في ظل السياسة التي تتبعها الصين في حرية المعتقد، والتعايش السلمي بين أتباع الأديان. وأوضحوا أن التعايش والمواطنة الإيجابية جاء بها الإسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم قبل 14 قرنا، وأن يكون المسلم إيجابيا في خدمة مجتمعه ووطنه، والمساهمة في بنائه وتنميته وتطوره. وأكد الدكتور التركي أن هذه اللقاءات وما قبلها هدفت لتقوية العلاقات مع المسؤولين الصينيين وتعزيزها على المستوى الرسمي، مشيرا إلى ان الرابطة ومنظماتها وهيئاتها ومجالسها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ولكنها تركز على التكوين العلمي والثقافي للمسلمين، ليسهموا في بناء أوطانهم، ويتعاونوا مع أتباع الأديان والثقافات بها، مؤكدا أن الإسلام يحارب التطرف والإرهاب، ويحث المسلم على الإسهام في الأمن والاستقرار والتعاون. الى ذلك استقبل دوله رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جا تسينغ لين يوم امس الخميس الدكتور التركي واعضاء الوفد حيث رحب برئيس الوفد واعضائه منوها بعلاقات الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية والاسلامية متمنيا الى مزيد من تعزيز العلاقات بين رابطة العالم الاسلامي والجمعية الاسلامية الصينية مؤكدا ان هذه الزيارة ستعزز العلاقات بين الجانبين وكذلك بين الصين والعالم الاسلامي باكملة . وقدم جا تسينغ لين شرحا مفصلا عن التطور الذي تعيشه الصين في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والدينية والاجتماعية . ومن جانبه عبر رئيس الوفد الاسلامي عن شكره وتقديره لدولة رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني على استقباله لوفد الرابطة الذي يمثل العالم الاسلامي . وبين معاليه ان من ابرز اهداف الوفد للصين هو تقويه العلاقات مع الصين على المستوى الرسمي والشعبي فيما يخدم المشترك الانساني مشيرا الى ان الوفد التقى خلال زيارته بعدد من المسؤولين في عدد من المقاطعات الصينية وقد كانت اللقاءات مفيدة وايجابية . وتطلع معاليه الى ان يكون هناك تعاون مشترك بين رابطة العالم الاسلامي والجمعية الاسلامية الصينية والمؤسسات الاسلامية في الصين ومزيد من العلاقات لتحقيق الاهداف السامية للمبادرة التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله للحوار . واكد الدكتور التركي ان رابطة العالم الاسلامي هي منظمة شعبية عالمية تمثل شعوب العالم الاسلامي والاقليات الاسلامية في العالم وتهتم بشؤون المسلمين وان يكونوا على معرفة بتعاليم دينهم الاسلامي وان يساهموا في تنمية اوطانهم ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من الدول مبينا معاليه ان التجارب والدراسات اكدت ان التطرف والغلو لا يمكن ان يأتي من مسلم على معرفة بالاسلام . واكد معاليه على اهمية ان يعرف المسلمون حقيقة الدين الاسلامي وممارسة شعائرهم الدينية .