قبل أيام مرت مناسبة اليوم الوطني للمملكة بسلام غير كامل، كتبت الصحف بعد يوم من المناسبة، عن الكثير من الممارسات الخاطئة التي قام بها شباب لا يفرقون بين الفرح والفوضى، آلاف العائلات وجدوا أنفسهم محاصرين داخل سياراتهم لساعات طويلة لمجرد أن هناك مجموعة من الشباب الطائش أوقفوا سياراتهم بعرض الشارع ليستعرضوا مهاراتهم بالرقص ومحاولة لفت الانتباه، هذا غير الكثير من التصرفات التي تحيرك عندما تحاول أن تجد لها تبريرا. في كل مناسبة فرح يخرج شبابنا في منافسة حامية لتخريب فرح المناسبة على غيرهم ممن يريد أن يفرح فرحا عقلانيا لا فوضويا، يحدث ذلك أيضا في مباريات الكرة، مسيرات الفرح عندما تشاهدها في دول أخرى تتحسر على المستوى الذي وصل إليه فكر الكثير من شبابنا، وتأخذك الحسرة إلى التفكير بجميع الأسباب التي جعلت عددا من المراهقين لا يفكرون بالصورة التي سيشاهدها العالم عنهم، والصورة السلبية التي انطبعت عنهم أيضا كسائحين. وإذا ما انتهينا من قضية صورة الشاب السعودي في الخارج، اتمنى أن لا ندخل في قضية أخطر وهي صورة الشاب السعودي في الداخل. كان يجب على وسائل الإعلام وبعض الجهات الرسمية كإدارة المرور وبعض العقلاء في المواقع الشبابية الذين يملكون نظرة بعيدة المدى أن يكثفوا جهودهم في التنبيه على الشباب بعدم تشويه فرحتنا بيوم الوطن، وبعدم تشويه صورة الشاب السعودي داخل وطنه، حتى لا يجد الشباب السعودي أنفسهم شريحة غير مرحب بها بين أهلهم وذويهم، كنا نعرف مسبقا أن بعض التصرفات الطائشة من قبل الشباب ستحدث في مثل هذا اليوم المجيد، كان من المفترض الاستنفار لها لتمر راسمة صورة أبهى وأجمل عن شبابنا الذي بات متعطشا للفرح والمشاركة بفعالية في مناسبات الوطن، لم يكن لائقا أن يترك الشباب دون توجيه مسبق للاحتفال في هذه المناسبة! [email protected]