إحدى الحيل العظيمة للوصول إلى السعادة الحقيقية تتلخص في نسيان أو ( إرجاء ) إن صح التعبير محاولات إسعاد الذات والتركيز بدلا من ذلك على إسعاد الآخرين. وفي السياق لا ريب أن أعلى درجات السعادة لا يكمن في تحقيق إشباع ما كما يظن البعض بقدر ما يتجلى بتخفيف حدة الألم بوصفه أي الألم أشد وطأة من الحاجة والعوز فكم بالحري إذا اجتمعا ( الألم والحاجة ) أو ارتبطا إن شئت وتجسدا في إنسان ! أوليس ذلك يعد من أقسى الملمات وأكثرها إيلاما ..؟ لا عليكم بإمكان أي منا مهما قل دخله أن يشارك في تقديم ( البلسم ) الذي يسهم إلى حد بعيد في تخفيف تلك الآلام والأوجاع ويحظى بنصيبِ وافر من الثواب ومنزلة رفيعة وارفة من السعادة والرضى إنهم أمهاتنا وآباؤنا وإخواننا وأبناؤنا وأخواتنا مرضى الفشل الكلوي وقد يسرت لنا بدورها الاتصالات السعودية إيصال البلسم للمرضى دون أن نتكبد قيد أنملة عناء وذلك عن طريق الهاتف الجوال وبضغطة ( بلسمية ) على الرقم (5060) هل ثمة ما هو أسهل وأيسر من تلك الوسيلة ؟ وهل ثمة ما هو أسمى من رفع بعض من معاناة هؤلاء المرضى الذين قدر لهم أن ترافقهم مكائن الغسيل الكلوي هذه الآلة التي من دونها أو لنقل لمجرد التأخير عن موعدها يشكل خطرا محدقا لا سمح الله على حياة المصاب دع عنك الآلام المبرحة التي تلازمهم صباح مساء وتداعياتها النفسية ... وفي الإطار لا يختلف اثنان أن جمعية الأمير فهد بن سلمان يرحمه الله تتولى الاهتمام بهم لكنها لن تحقق المبتغى المنشود من دون مساهمة الجميع خصوصا إذا علمنا أن عددهم قد يصل إلى ( 11 ) ألفا الأمر الذي يستدعي مزيدا من التكاليف يقينا أن مبلغ عشرة ريالات في كل لمسة على الهاتف هي مسحة ألم وانبلاج أمل قد يتساءل أحدهم ... هل يكفي هذا المبلغ الزهيد لرفع المعاناة وتخفيف الآلام عن هذا الكم الهائل من المرضى والمرشح للزيادة ؟ أقول لأنه زهيد وبوسع الجميع استقطاعه ومن السهولة إيصاله بالتأكيد سيكون وفيرا لا بل ويزخر بالبركة بوصفه دفع بنية خالصة لمحتاجين فعليا ، المهم أن نبادر والأهم الاستمرارية والمداومة على هذا النحو من الرفق ... قال النبي صلى الله عليه وسلم « إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف ومالا يعطي على ما سواه. فكما أسلفنا، فإن المبلغ زهيد وميسر في إيصاله لكنه ثري وفعال في معطياته التي تتجلى أكثر ما تتجلى في توفير مكائن للغسيل الكلوي ومرشحات ومحاليل طبية واستطرادا كوادر طبية وتمريضية مختصة.. أخي القارئ أختي القارئة تأكدوا أن ابتسامتكم سوف تكون أكثر إشراقا عندما تستشعرون بمعاناة هؤلاء المرضى وبأنكم ساهمتم في تخفيفها وتأكدوا أن سعادتكم وبهجتكم في مناحي الحياة سوف تكون مضاعفة ومستدامة بمشيئة الله لمجرد إحساسكم اليقيني أن هناك من يدعون الله بتضرع بأن يرفع عنكم وعن أبنائكم وأحبابكم البلاء والمحن ويزيدكم من فضله ونعمائه ( إنه سميع مجيب ) بحسبانكم كفكفتم التماعة في العيون كادت تتحول لدموع وآهات تزيدهم ألما وحسرة .. إن ما يجب أن نعرفه جميعاً أن من لا يستشعر بآلام وأوجاع هؤلاء المرضى فلن يستشعر بوعثائه وآلامه أقرب الأقربين إليه لأن الاستشعار قيمة وحس وجداني ( تكافلي ) متى ما فقده المرء أو انتزعه تجرد من الإنسانية (معاذ الله) أن نكون كذلك ، فديننا الحنيف حثنا على الإحساس بالمصابين والمكلومين والرفق بهم. وفي الختام.. ندعو الله العلي القدير أن يشفي جميع مرضانا وأن يلهمنا التسابق والفوز بالتبرع ونكون عونا لهم وترياقا شافيا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا .. ولله الأمر من قبل ومن بعد. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة