مرة أخرى، تضرب جائزة نوبل للأداب بعنف وتمنح جائزتها لهذا العام لكاتب متفق عليه، ومرشح منذ سنوات عدة، فماريو فارغاس يوسا ينتمي لكوكبة الأدباء العالميين، باعتبار أن كل أعماله تقريبا ترجمت إلى لغات العالم الحية، وتحولت بعضها إلى أفلام سينمائية، والمفارقة أن هذا الاديب البيروفي مثله مثل كثير من الأدباء في أمريكا اللاتينية؛ مر بعالم الصحافة واحترف بهذه المهنة طويلا، واختار مثلهم برشلونة مقرا له قبل أن يذهب إلى مدريد. ويوسا الذي ترجم صالح علماني أكثر من عشرة كتب له وأضاف رفعت عطفه ومترجمون آخرون كتبا أخرى من كتبه للمكتبة العربية، يحتفى بفخر بإعادة طباعة أعماله حتى القديمة منها، إلا كتابا واحدا كتبه عن جوهرة الرواية العالمية والواقعية السحرية صديقه السابق جارثيا جابرييل ماركيز، فهذا الكتاب الذي صدر في برشلونة عن دار نشر بارال عام 1971 أصبح من الكتب النادرة بسبب صدور طبعة واحدة له فقط، ورفض يوسا طباعته مرة أخرى بعد الخلاف الشهير بين الأديبين الكبيرين الذي أدى إلى قطيعة ما زال البعض يستذكر كل حين تفاصيلها. ولا تتوقف علاقة يوسا بالعالم العربي عند حدود الترجمة، بل زار سورية ومصر ولبنان والعراق، وألف كتابا عن الحرب في العراق. أخيرا نستطيع القول إن هذه الجائزة ذهبت هذه المرة لمن يستحقها.. ومن أكثر دويا من يوسا؟!.