استكمالا لمقالة الأمس وما تمخض عن معركة «أم البراطم»، التي جسدتها تصريحات وحوارات صحافية لمسؤولين تعدنا بالكثير وتومض لشبابنا بأن الوظائف تنتظرهم بالأحضان وطوابيرها بالملف العلاقي وأنها تنتظرهم وليس العكس!!. يكتمل عتاد معركة أم البراطم عندما يطالع الخريج السعودي (العاطل، أو المطرود من رحمة القطاع الخاص) المعلومات القيمة التي أوردها معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار والذي يقول لهذه الصحيفة: «ارتفاع أسعار النفط بمعدلات قياسية وزيادة دخل الدولة وزيادة الناتج المحلي الإجمالي والتخلص من نسبة كبيرة من الدين العام وقوة الاقتصاد الكلي للمملكة أثرت تلك العوامل على تصنيف المملكة في العديد من المؤشرات الدولية وأسهمت في استقطاب الاستثمارات لأن قوة اقتصاد الدولة عامل مهم لجذب الاستثمار»!!.. فلاشات • كان زعما وادعاء أن الاستثمار الأجنبي من أولوياته تحقيق فرص عمل للسعوديين وإنعاش سوق العمل وأنتج لدينا شك في مصداقية هذا التوجه .. برصد الصحافة في شكل عام وما تتناوله الصحافة الاقتصادية ندرك أن نخبة من المراقبين والمستثمرين والكتاب أوشكوا على الإجماع أن هناك ثقوبا في بيئة الاستثمار وأن غيرنا حصد الكثير ونحن ندفع مخرجات تعليمنا (الاستثمار الأخطر والأهم) إلى مأساة التدهور المعنوي والمجهول!. • تطورت بيئة الاستثمار (نسبيا ولصالح الأجانب خاصة) وبنية التعليم العام والعالي لدينا يمزقها التخلف وعدم المواكبة، ترك هذه الفجوة أوصلنا إلى مرحلة (ادعاء) أن الوافد أقدر ولو تخيلنا وطنا يجرم وجود الوافد حتى بمخرجات تعليم مهلهلة وركزنا على الارتقاء بهذه المخرجات لكان ذلك التوجه أولى من التمترس خلف طاحونة الاستقدام الهادرة والذي أدى إلى تهميش المواطنين وحرمانهم من فرص مستحقة وتعريض الأمن الاجتماعي والوطني لمخاطر لا حصر لها!.. • الاستقدام لم يكن يوما عمالة تردم فجوة غياب التخصصات أو الأيدي العاملة، له زواياه الأخطر وهي مظلمة مرتبطة بالجريمة وتقاطع المستوى الأخلاقي لبعض الشرائح من الوافدين وما يمكن أن تكون فيزة دخولهم كعمالة بديلة جوازا لتمريره أو المشاركة فيه من أعمال مخالفة ومنافية وليس من أجل التوطين فقط ننادي بتحجيم هذه الأزمة وتطويق إفرازاتها. • يتحدث المسؤولون عن متانة اقتصادنا التي تؤدي إلى استقطاب الاستثمارات لأن قوة اقتصاد الدولة عامل مهم لجذب الاستثمار .. كل هذا ليس له معنى في نظر المواطن البسيط الذي حتى الوظيفة (أم ألف وخمسمية) لا تسد رمقه ويحارب في القطاع الخاص ويعامل معاملة الغريب، إذا كانت بيئة استثمار (الأجنبي) في بلادنا طاردة لأبنائنا والأرصدة الناتجة من الاستثمارات تتدفق إلى الخارج .. ما الذي جنيناه؟؟.. غير «تمكين المفلسين من تكوين الثروات والرحيل عند أول أزمة»!.. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة