لدي قائمة طويلة من التصريحات والوعود الشهيرة التي أدلى بها مسؤولون على اختلاف مراتبهم ومسمياتهم الوظيفية، واحتلت عناوين الصحافة فترة من الزمن، لكنها مع ذلك لم تتحقق بالمطلق. ليت الصحافة تستدعي بعض العناوين المدججة بالوعود والأرقام وتعرضها على من تبقى منهم.. لعل وعسى يعود للقارئ شيء من احترامه!! لذلك، لا أستغرب عندما يتوقف معالي وزير العمل عن التصريح لإعطاء نفسه برهة من الزمن، وللاطلاع على أوضاع وزارته من الداخل. الرجل قرأ وسمع تصريحات لم تقف عند أنها لم تتحقق وحسب، وإنما كانت موضع حيرة من الآخرين، فهو في نهاية المطاف مواطن يسمع ويرى. الصحافة لا تترك أحدا وشأنه، فإن تحدث انتقدوا حديثه، وإن سكت لاموه على سكوته. علينا أن لا نضيق ذرعا بهذا النمط من المسؤولين، وأن نسعى للاحتفاء بثقافة العمل أولا والكلام ثانيا. صحيح أن الوظيفة الرسمية شأن عام، وأن الشفافية مطلوبة، لكن الوعود المتعجلة لن تفيدنا في شيء. الصحافة صنعت لنا طبقه من «الثرثارين» الذين جاؤوا لمناصب هامة، وخرجوا من مناصبهم وهم لم يكملوا «ثرثرتهم» بعد. في بعض الصحف يزيد عدد الصفحات على 56 صفحة، وهي ضعف المتوسط العالمي للصحافة الرصينة، ولو استعرضت محتويات هذه الصفحات بعد فرز إعلانات التهاني والتعازي وما في حكمها، وإذا ما تجاوزت أخبار وصور المهرجات والاحتفالات التي تقام هنا وهناك بمناسبة ودون مناسبة، لوجدت أن بقية المادة لا تخرج عن تصريحات فضفاضة ووعود جوفاء وأخبار لا تهم سوى أصحابها.. وكلها أنماط صحافية قديمة ومستهلكة. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة