من المؤكد أن الصفحات الرياضية لدينا تبحث عن الإثارة أياً كانت هذه الإثارة ، فلا يهم ماذا سينتج عنها، وما هي آثارها، ونتائجها المستقبلية، خصوصاً إذا كانت بعيدة عن الواقع. والواقع أن الصفحات الرياضية الخالية من الأخبار المثيرة، تصبح كما الطعام الخالي من الملح، ولن يلتفت إليها القارئ، وسيهجرها ليتحول إلى صفحات أخرى، بحثاً عن ما يحقق رغبته، ويشبع فضوله. لكن ليس معنى ذلك أن نجعل من كل تقرير، أو قضية، خبراً مثيراً، وإلاّ لتحولت كل الصفحات الرياضية، إلى مواضيع وعناوين مثيرة، وعندها سيكتفي القارئ بقراءة صحيفة واحدة فقط. ولا شك أن تلك النظرية تتفاوت من رئيس قسم رياضي إلى آخر، فهناك من يجيد صناعة الخبر والحدث، وتحويله إلى قضية رأي عام ، ومنهم من يمر عليه خبر الموسم ، مرور الكرام. وفي الغالب ترتبط هذه الرؤية بقدرات ومهنية المسؤول عن القسم الرياضي، وبالتالي ينظر للصفحة الرياضية، كما يقول المثل الدارج \"الخيل من خيالها\"، ما يعني أنها ستعبر في النهاية عن فلسفته. ولذلك نجحت وتميزت هذه الصحيفة الوطن ، في تعاملها مع خبر ياسر القحطاني، الذي تناولته الصحافة والمنتديات قبل نحو شهرين من الآن، على الرغم من أن الخبر ليس خاصاً ، ولكنها تعاملت معه بمهنية وحرفية عالية. ولا يمكن أن أتجاهل ك\"رئيس قسم ، خبراً كهذا عن أحد النجوم والمشاهير لأي سبب كان، ولكن من المهم أيضاً أن تكون لي رؤية مختلفة فيه عن غيري صياغة وصناعة، وإضافة، وهو ما ورد في تصريح والد ياسر. ولعل صناعة الأخبار في الصحافة، ومنها الصفحات الرياضية، فن لا يجيده إلاّ من تميز بموهبة فطرية، وتجربة مهنية، واستفاد ممن سبقوه في العمل من أصحاب الخبرة والتجربة والممارسة. وبنظرة بسيطة لصفحاتنا الرياضية، سنجد اختلافاً كبيراً في المعالجة، والصناعة، والتعاطي مع الأخبار والأحداث الرياضية، حتى إن الصورة ، التي تبدو أهم من الخبر نفسه، في بعض الأوقات، نجدها غائبة، أو مغيبة، وهذا في رأيي أحد عيوب صحافتنا الرياضية. خلال الأيام الماضية، قرأت مقالاً للزميل عدنان جستنية، أشار فيه إلى دخوله دائرة الترشح لكرسي الرئاسة في نادي الاتحاد، وهذا في تصوري حدث مهم ، لم تتعامل معه الصفحات الرياضية كما ينبغي. ذلك أن تقدم زميل إعلامي بملف ترشيح لرئاسة أحد الأندية الكبيرة، هو حدث غير عادي ، كونه لن يتكرر كثيراً، حتى وإن لم يستمر الزميل، أو أنه انسحب من السباق الرئاسي، ولكنه \"خبر لا يفوّت\"..! وهنا أؤكد على أهمية التعاطي مع الخبر، وما بعد الخبر، وخلفيات الخبر، ولو كنت رئيساً لأحد الأقسام الرياضية، لكلفت أحد الزملاء بإجراء حوار مطول مع الزميل جستنية ، لعرض برنامجه، وأفكاره، ومشاريعه المستقبلية. حتى إن تصريحاً نشر في الصفحات الرياضية في عدد الأمس، لمهاجم الاتحاد الشاب نايف هزازي ، انتقد فيه العرض المقدم له من ناديه لاحترافه، وقال بأنه لم يكن مشجعاً، ولا مرضياً، ووصف وعود منصور البلوي له بعد نهائي دوري المحترفين، بإهدائه سيارة \"بنتلي\"، ومنزلاً، هي \"وهم\"..! والحقيقة أنني لست مع هذه الوعود الوهمية، ولست مع هذه المبالغات التي يطلقها بعض الشرفيين في الأندية، فهي تفقدهم المصداقية أمام اللاعبين، وتحبط اللاعب، وقد تؤدي إلى هبوط مستواه بشكل لافت، لكن ما يهمني هنا هو استقبال الصفحات الرياضية الباهت لهذا التصريح عدا عكاظ التي وضعته على ثمانية أعمدة. وأسأل ما الذي يمنع لو أننا نقلنا تساؤلات وعتب هزازي ، لعضو شرف الاتحاد منصور البلوي، ولرئيس النادي، جمال أبو عمارة، وما هو ردهم على العروض التي وصلت إلى اللاعب من أندية محلية وخليجية، كما يقول. ومن المهم أن تشعر الصحافة الرياضية بوجود منافسين أقوياء لها في الساحة، وهذا يتأكد من خلال البرامج الرياضية في القنوات الفضائية، والمنتديات، وجوالات الأندية، وهؤلاء المنافسون، حرقوا أخبار الصحافة، وبات من الضروري نشر الأخبار بصورة مختلفة في اليوم التالي. \"ولنا عودة \"،، .