كثيرون من الزملاء، بل ربما جميع الزملاء الكتاب تناولوا موضوع وعود المسؤولين الصحافية التي لا تتحقق والمشاريع التي يعلن عن موعد بدئها وموعد انتهائها ويأتي الموعد والمشاريع لا تأتي، فمنهم من ذكر أنه يجمع الصحف لعدة سنوات ثم يعيد قراءتها فيجد أن معظم الأخبار والتصريحات لوزراء وأمناء مدن عن مشاريع سترى النور في فترة محددة، حل موعدها ولم تبدأ أصلا، ومشاريع أعلن أنها بدأت وستنتهي في العام الفلاني وذهب ذلك العام وحل العام الذي يليه ولم نشاهدها إلا في ذات الصحيفة القديمة التي استخرجها الزميل من خزانته. ومن الزملاء من كتب أنه يتبع تقنية أحدث من جمع الصحف فهو يؤرشف الوعود في حاسوبه الشخصي حسب تاريخ الوعد وموعد البدء وموعد الانتهاء ويطلب من برنامج حاسوبي تذكيره بموعد الانتهاء ليبحث المشروع وينقب عن الوعد وقد وجد أن كثيرا من المشاريع لم تر النور أصلا ولم يتم الشروع فيها وأن معظم الخطوات التطويرية الموعودة لم تخط خطوة واحدة. هذه الشكوى من استغلال الكثير من المسؤولين للصحف في نشر وعود غير صادقة والتحدث عن مشاريع وخطوات تطوير لا أساس لها أصبحت شكوى عامة ووصلت حد الظاهرة وبلغت درجة فقدان المصداقية وعدم الفرح بأي بشرى أو وعد حتى لو كان من القلة الصحيحة، لأن الطالح دائما يؤثر على الصالح على أساس أن (الشر يعم والخير يخص). كاريكاتير الصفحة الأخيرة في جريدة الرياض للزميل المبدع دائما ربيع لخص خيبة الأمل من هذا السلوك في لوحته المنشورة يوم أول أمس الاثنين عندما رسم شخصين أحدهما يرفع حجرا في الصحراء ويبحث تحته بعدسة مكبرة والآخر يبحث بالمقرب (الدربيل) عبر أفق الصحراء، وأنت تنظر إلى الرسم الكاريكاتوري للوهلة الأولى تظن أنهما يبحثان عن ضب اختبأ تحت الحجر أو شق طريقه في الصحراء، لكنك حينما تقرأ الخبر أعلى الرسم تجد وعدا من نائب رئيس السكك الحديدية يقول صراحة إن قطار الرياضجدة يبدأ تنفيذه في 2007م ونتوقع أن ينتهي في 2011م، والمواطنان وقد حل عام 2011م يبحثان عن أثر للسكة الحديد في الصحراء !!. حسنا موضوع الوعود الصحافية العرقوبية من المسؤولين أشبع طرحا ومللناه، وأنا أريد أن أعرض المسؤولية عنه من الجانب الآخر وهو جانب الصحف التي جربت عدم المصداقية ولا تزال تشارك في الإثم بالنشر ألم يحن الوقت لكي تطالب من يصرح من أجل الظهور وتلميع ذاته بالمستندات التي تثبت صحة الوعد (ترسية مثلا أو توقيع مع مقاول أو خرائط واتفاقيات واعتمادات مالية ... إلخ) حتى لا تفقد هي الأخرى مصداقيتها وتسهم في تضليل القارئ ؟!.. أعتقد أن هذا جانب مهني مهم يواجه معضلة أن الصحف التي سوف تتقيد به ستصدر صفحات المحليات فيها خالية بينما التي لن تلتزم ستحفل بالوعود والأخبار، لكن الفارق يكمن فيما هو أهم وهو احترام عقلية القارئ والالتزام بالمهنية، وهذه في ظل شيوع الظاهرة هي من سيكسب حجم التوزيع الأكبر والثقة الكبرى. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة