لافت للنظر ما نفعله باسم الحفاظ على الفضيلة إذا كنا فيه كمن أراد الحق بالباطل!! وكمن اتبع نهج الغاية تبرر الوسيلة! لأن فرط الحذر ينقلب إلى ضده فنكون من أفسدنا ونحن نريد الإصلاح .. أونريد العفاف فوقعنا في ضده!! أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .. وهو كلام لم يأت من فراغ بل مما نراه من مشاهد واقعية وصور يومية تؤذي العفة والاحتشام وتصيبها في مقتل! مثلا .. لو مررت ببعض مشاغل الخياطة التي تقوم بتنفيذ خياطة الفساتين النسائية ويعمل فيها خياطون رجال .. حيث جرت العادة في الرياض أن يكون الخياط رجلا في دكان على الشارع العام ويدير بمعرفته المكان وكل من معه رجال! يخيطون ويفصلون للنساء لكن محظور على النساء الدخول وسط المحل!! وإذا أرادت إحداهن مخاطبة الخياط أو التفاهم حول الفستان الذي تريده تقف خارج المحل وتطل على الخياطين من خلال مربع صغير يشكل فتحة ضيقة وسط الزجاج الخارجي تدلي برأسها إلى الداخل من خلال الفتحة أما بقية جسدها فإلى الخارج!! هذه البقية من الجسد تمثل النصف!! ويكون هذا النصف على مرأى الشارع العام وأمام العيون وما أكثر المارة في الشوارع!! عدا أصحاب السيارات الملتوية أعناقهم نحو الواقفة أمام المحل ووجهها في النافذة وباقيها للناس!! رأسها في الفتحة الزجاجية!! مشهد لا يستحب الاطلاع عليه لأن الحياء يمنعه في حين أنه مسموح به طالما أن المحل للخياطة النسائية والعاملين فيه من الرجال! بعض النساء يمنعهن امتلاؤهن من الانحشار داخل الفتحة الزجاجية. لقد استفحل الخوف على الفضيلة والعفة وعدم الاختلاط!! مما أوقعنا في المهالك وأدى فرط الحذر إلى الوقوع في مصيدة (كل ما تعدى حده انقلب إلى ضده!) فأي حماية للمرأة نرجوها إذا كان دخولها المكان ممنوعا بينما خروج نصفها مسموح! وأرجو أن لا يكون الحل امنعوها من الخياطة عند الخياطين لأنه ليس حلا بل ظلما للجميع ما دامت المشاغل النسائية التي يعمل فيها نساء تضع أسعارا خيالية ولا يردعها رادع! وعلى طاريها تأملوا في كل الأماكن التي يعمل فيها نساء! تجد المكان غامضا مخيفا أبوابه موصدة وكلها حديدية تشعر أمامها وكأنك واقف أمام أبواب سجون! وإذا قرعت الجرس تسمع الباب يئن ولا ترى أحدا خلفه وتدخل وكأنك داخل إلى مجهول أو وكر فيه سراديب وممرات ضيقة .. ما الذي يحدث وراء هذه الأبواب لا أحد يعرف إنما الخوف من النور أدى إلى الوقوع في الظلام!! فكيف يحق لبعض الرجال الدخول إلى مواقع كهذه مغلقة لمنع الفساد سؤال محير!؟. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة