سجل معرض «النبط» التشكيلي الفوتوغرافي السعودي حضورا جيدا في المشاركة الدولية الأخيرة في معرض أكسبو شانغهاي في الصين ومع بعض الفنانين العائدين من المشاركة كانت لنا بعض اللقاءات التي حاولنا الخروج من خلالها بانطباعات الفنانين الذين ساهمت أعمالهم في إنجاح المعرض، والفنان الكبير عزيز ضياء الذي أطل بأعماله على العالم منذ ثلاثين عاما خلت، ويقول ضياء ل«عكاظ»: كانت تجربتي مع (كيوب آرت) أكثر من رائعة، وما يستحق التقدير والإعجاب هو حرص القائمين على هذه المؤسسة على إنجاح المعرض رغم كل الصعوبات المعروفة في مثل هذه المعارض الجماعية، خصوصا أن المعرض مقام في أكثر المتاحف الفنية عراقة في مدينة شانجهاي بالصين، ويضم ثلاثة وعشرين فنانا وفنانة سعوديين، ويستضيف عددا كبيرا منهم، والحق أنه كان ناجحا بمعنى الكلمة وبكل المعايير. والواقع أنه يجب أن نشكر الفنانة لولوة الحمود على ما بذلته من جهد غير عادي بتواصلها السريع ومثابرتها وحسن تنظيمها في جميع المراحل التي تستلزمها إقامة معرض بهذا الحجم في الصين. شخصيا سعدت بعرض لوحاتي وشعرت لأول مرة بعظمة التلاقي مع الشعوب وجمال التعارف، رغم اختلاف الثقافات واللغات، فقد تواصلنا واندمجنا بمشاعرنا وأحاسيسنا، فكان كل منا يحمل الصدق والمحبة في صورة أو لوحة أو مجسم، أو كلمة شعر أو خط قلم، يترجم وجدانه ويرسم مشاعره ويقول: أنا أحب الجمال ظاهره وباطنه وأحب الناس جميعا وأنا صادق. وقد تحدثت إليهم في كلمة عن الفن السعودي، وشعرت من تجاوبهم وتفاعلهم أن الشعب الصيني محب، شغوف بالمعرفة، متذوق للجمال، ومتأمل. وشعرت بالفخر والاعتزاز عندما تحدثت عبر لوحاتي عن عادات أهلي وبلدي وتقاليدهم الجميلة وأسلوب حياتهم و تميزها، ولمست من تفاعل الصينيين وتجاوبهم أن مثل هذه المعارض وهذه اللقاءات مع شعوب العالم هي أفضل وسيلة وأرقاها للكشف عن حقيقة ثقافتنا وحضارتنا العريقتين، وإعطاء الصورة الواضحة عن الفنان العربي السعودي المسلم المحب للفن بمختلف فروعه و مدارسه وأساليبه. آمل أن تتكرر مثل هذه المعارض بنفس القوة والتنظيم، وأن يؤخذ معرض (نبط) كمثال يحتذى به. أما مشاركاتي في معرض البنط فكانت رقم اللوحة (74) (نغم الصبا) 70 × 55 سم زيت على قماش 1986م ونغم (الصبا) هو نغم حزين تختلج به مشاعر العازف الفنان عند ساعات الليل الأخيرة. رقم اللوحة (66) (استجابة) 91 × 122 سم زيت على قماش 1984م وهي استجابة الله لدعاء هذا الراعي الصغير الذي تاه في الصحراء حتى كاد أن يموت عطشا، فرفع يده إلى السماء داعيا، فاستجاب الله له فأمطرت، وهي قصة حقيقية. رقم اللوحة (126) (يوم الكي) 75 × 60 سم. زيت على قماش، 1998م وهي من ذكرى حياتنا قبل وقت ليس ببعيد، حيث كانت سيدات البيوت تقوم بكي الملابس بمكوى خاص يوضع بداخلها الفحم المتقد. وكان يوم الكي هو يوم واحد في الأسبوع مخصص للكي. رقم اللوحة (161) (الصياد الصغير) 71 × 56 سم، زيت على قماش 2002 م، وهي لصياد صغير يخرج للصيد في الليل، فيغلبه النعاس فينام حتى توقظه غمزة السمكة. (رقم اللوحة) (154) (الصوت) 60 × 91 سم، زيت على قماش، 2002م. وهي حالة الرعب التي تنتاب أسرة صغيرة عند سماع أصوات الانفجارات التي تحدث أثناء الحروب. اما الفنانة لولوة الحمود وهي أمينة مستقلة وفنانة ومستشارة في الفنون الإسلامية والعربية وتتخذ من لندن مقرا لها. وتتمتع لولوة الحمود بخبرة دولية واسعة في تقديم المشورة للمؤسسات والمنظمات والمتاحف وصالات العرض العالمية، نظمت مناسبات الثقافية منذ عام 1999 ومعارض للفنون منذ عام 2001، وكانت قد عملت على مشروع تعليمي مع المتحف البريطاني في عام 2006م، وشاركت أخيرا في معرض الفن السعودي المعاصر المنظم تحت عنوان: «حافة جزيرة العرب»، في صالة عرض بروناي بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن، حصلت لولوة على شهادتين جامعيتين واحدة بعلم الاجتماع والأخرى في تصميم وسائل الاتصال المرئية وأتمت الماجستير من كلية سانت مارتينز من جامعة الفنون في لندن بتصميم الاتصالات المرئية وموضوع البحث الفن الإسلامي. سألناها بحكم مهمة التنسيق والتنظيم 23 فنانا سعوديا عرضوا نحو 130عملا في معرض «نبط» وشملت أعمالهم مزيجا من الفنون المرئية والموسيقية والأدبية، فبماذا شاركت من بين كل ذاك الفن؟ قالت شاركت بأكثر من عمل، أحدهم قطعة شعرية من ضمن 22 شعرا للشاعر عبد اللطيف آل الشيخ وعمل فني بالتعاون مع الخطاط مصطفى العرب عبارة عن عرض لصورة متحركة لحروف وكلمات من القطعة الشعرية، كما شاركت بعرض ضوئي لعمل بعنوان «المكعب اللانهائي» للفظ الجلالة.