فتاة فتحوا قبرها فوجدوها جثة متفحمة والسبب عذاب القبر والثعبان الأقرع، وملف صوتي عجيب يحمل حفيف ورق الشجر قيل إنه تم التقاطه في الغابات ليتم فك شفرته ويكتشف المكتشفون أنه يحمل أصواتا تسبح الله وبحمده!، وجبل معجزة تشكلت قمته على شكل آية قرآنية بفعل الطبيعة وعوامل التعرية، وصورة لأول جنية في التاريخ مات مصورها مغضوباً عليه من قبائل الجن وعشائرهم انتقاماً من تطفله وحنكته، وفتاة عشرينية تحول رأسها إلى رأس عنزة وبقي جسدها آية للعالمين، وحورية البحر وأطباق طائرة وخوارق ومعجزات، ومئات القصص!!. أخبار مضحكة تصلنا كل يوم عبر بريدنا الإلكتروني، تجعلنا نصرخ: يا عالم كفاية!! ولا ندري أين تلك القبور وتلك الأجهزة وتلك الجنية المثيرة للأعصاب.. وتلك الجبال والأشجار وكأننا نبحث عن أدلة حتى يرسخ إيماننا بداخلنا وكأننا نريد أن نتيقّن من غيبيات أمرنا أن نصدق بها دون شرط أو قيد أو دليل!! لكن ورغم تلك السخافات فإنها لا تتعدى دائرة الانزعاج التافهة، تبقى الطامة في تلك الإيميلات التي تأتينا محملة بأرقام وتفاصيل لأخبار تلامس أحلامنا وطموحنا ومستقبلنا.. إيميلات تلقي بك إلى الهاوية وتتحدث عن أرقام فلكية لمشاريع تنموية انتظرناها ألف سنة، فإذا بها تتحول إلى وهم كبير، والتي إن صدقت فإنها لن تصيبنا فقط بالقرف وإنما بالجلطات والسكتات القلبية القاتلة! بيد أننا لا ننكر الفساد وأننا نعيش في زمن شحت فيه الأخلاق، إلا أنه ورغم كل ذلك يجب أن نتريث في نقل الأخبار، ونتأكد من حقيقتها فهناك الكثير من الأرقام والصور والمعلومات التي تقتحم عقولنا من مصادر غير موثوقة في عصر يسهل فيه التزييف والتحريف.. يبقى الإنترنت زاخرا بالأخبار منها ما هو صحيح ومنها ما هو كذبة. فالبعض يعتقد أنه فن ثامن أن يأتي بلوحة مزورة حملت بصمته المريضة!! وآخرون يريدون أن يثبتوا صدق حدسهم في فشل الحياة وقرب انتهائها ليتحفونا بمعلومات قاتلة تصيب أحلامنا وطموحنا وآمالنا في مقتل. لذا إن أردت أن تعرف الحقيقة في زمن الانفتاح فاسأل وتأكد من مصدر المعلومة، ولا تحكم على مشروع تنموي وميزانيات وخطط ونتائج بلا مصدر، فكم من خبر قتل صاحبه، كالزوج الذي ذبح زوجته بعد أن رأى صورتها في زي غير لائق مع رجل ظن أنه عشيقها.. ليكتشف لاحقاً أن الصورة كانت لمزارع مات في بداية القرن الماضي ويا أسفاه على الزوجة التي راحت نتيجة فوتوشوب وأصابع ماكرة وتهمة مع عشيق مات قبل أن تولد سلالتها! تريثوا وانتظروا .. تحروا هلال الحقيقة قبل أن تعتزموا الهجرة وقبل أن تطلقوا نيران الغضب وتصوموا عن الحلم للأبد فما زال هناك ألف أمل!! دمتم ودام الوطن بألف خير.