** سعدت والكثيرون بالقرار الشجاع والصحيح الذي اتخذته وزارة الشؤون الإسلامية بقصر مكبرات الصوت على داخل المسجد في الصلوات الجهرية، والتراويح، والقيام في العشر الأواخر من الشهر المبارك، عدا الأذان، ورحبت بذلك في نهاية مقال: الآية الواحدة والستون (13/8/2010)، وأجلت مقالين كنت سأبعثهما للنشر على التوالي تحت نفس العنوان، واعتبرت أن ذلك سيضع الوزارة على المحك، وتساءلت: هل سيتم التطبيق؟!. لكنني لم أفهم استثناء الجوامع من القرار الجديد، إلا إذا كان المقصود امتداد صفوف المصلين خارجها وهذا أمر محتمل، ولكنه غير مؤكد على الإطلاق، خاصة أن هناك من يحسن استغلال الثغرات في الأنظمة والقرارات، ناهيك عن عدم التنفيذ المتكرر..؟!. وفي كل الأحوال لم أتوقع كما حدث أن يلتزم الجميع بتنفيذ القرار لأنه لم يكن الأول ولن يكون الأخير؟!. فقد كادت المكبرات أن تكون من أركان الصلاة عند بعض الائمة، وربما يصل الأمر إلى درجة الإدمان عند البعض الآخر، كأنه مباراة بين مجموعة في إيصال الصوت إلى أبعد مدى عند البعض الثالث!! أو كما وصفه أحد كبار العلماء رحمه الله بالرياء، وهو في حقيقته كذلك لأنه ليس هناك مبرر مهني أو منطقي لهذا الذي يحدث سواء في الأيام العادية أو في شهور رمضان المباركة، فوظيفة المايك الرئيسة أن تتيح للصفوف الخلفية في الجوامع أو المساجد أن تسمع قراءة الإمام بهدوء وسكينة وليس بصوت مزعج يتجاوز آخر الحي ومشوش على المساجد الأخرى وغير المفهوم؟!. والمشكلة الكبرى في حقيقتها ليست في تنفيذ أو عدم تنفيذ هذا أو ذاك من القرارات، وإنما هل طاعة ولي الأمر ملزمة للخطباء والائمة؟!. فنحن نسمع من كل هؤلاء ما يرددونه دائما عن ضرورة طاعة الله ثم طاعة ولي الأمر، فهل هذا الأمر الإلهي ينطبق عليهم أم لا؟ وإذا كان ينطبق فلماذا لا يلتزمون بما يصدر من ولاة الأمر باعتبارهم قدوة مفترضة للذين يرتادون مساجدهم وجوامعهم على الأقل، فهم من المفروض أن يكونوا قدوة حسنة للجميع، لأنهم حملة العلم الشرعي، والناس في الغالب يحسنون الظن فيهم. ومن المنطقي أيضا أن تكون هناك معايير وضوابط صارمة لعدد مكبرات الصوت على المآذن، فهناك مبالغة كبيرة في عددها تؤدي كنتيجة إلى زعزعة أركان البيوت المجاورة عند الأذان، أو المواعظ، وتزعج المرضى وتثير ذعر الأطفال خاصة عندما ينطلق صوت المؤذن فجأة بالذات أذان الفجر وهم نيام فتكون فجعة تستدعي جهدا مضاعفا من الأمهات حتى يسكت صراخهم وتهدأ نفوسهم ويعودوا للنوم من جديد، وهي للأسف رسالة مبطنة من الائمة والمؤذنين مضمونها استدعاء جبري للجيران والناس أجمعين للصلاة دون مراعاة للظروف والمرضى والأطفال الذين يدفعون ثمن هذه الرسالة التي هي ليست من سماحة الدين بكل تأكيد..؟!. * مستشار إعلامي ص.ب 13237 جدة 21493 فاكس: 6653126 [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسافة ثم الرسالة