مع بدء أعمال البناء أمس في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة، بعد انتهاء مهلة تجميد الاستيطان التي كانت معلنة لمدة عشرة أشهر، أفصحت مصادر فلسطينية أن منظمة التحرير الفلسطينية تتجه إلى تعليق المفاوضات المباشرة الإسرائيلية والفلسطينية، في حالة استمرار إسرائيل في مشروعاتها الاستيطانية، وعدم إعلان تمديد تجميد الاستيطان. وأفادت المصادر في تصريحات ل «عكاظ»، أن اللجنة المركزية لحركة فتح، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ستعقد اجتماعا طارئا نهاية الأسبوع الحالي لمناقشة موضوع استمرار المفاوضات مع إسرائيل من عدمها، بيد أن الرئاسة الفلسطينية أعلنت أمس أن ردها النهائي على استئناف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة سيصدر بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية في الرابع من أكتوبر. وقال نبيل أبو ردينة في تصريحات صحفية في باريس «لن تؤخذ أي قرارات ردا على المعطيات الإسرائيلية المتوفرة حتى الآن وعلى الموقف الإسرائيلي الحالي بشأن الاستيطان إلا بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية. وأشارت المصادر أن السلطة الفلسطينية ستعلن موقفها النهائي في اجتماع لجنة المتابعة العربية الذي سيعقد في القاهرة. وعلمت «عكاظ» من مصادر دبلوماسية عربية أن لجنة المتابعة العربية الوزارية ستدرس اتخاذ قرار رسمي بوقف المفاوضات المباشرة في حالة لم تتخذ إسرائيل قرارا بوقف الاستيطان، بعد الاستماع لرؤية السلطة لطبيعة التحرك المستقبلي. وأفادت المصادر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيطلع أعضاء لجنة المتابعة على المحادثات التي أجراها مع الإدارة الأمريكية والجهود الدولية لحض إسرائيل على استمرار تجميد الاستيطان كضرورة لاستمرار المفاوضات. وأشارت أن السلطة لن تخرج عن الإجماع الوطني الفلسطيني، وضرورة تجميد الاستيطان لاستمرار المفاوضات. من جهتها أفادت المحطة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أنه يتوقع أن تستأنف أعمال البناء في ثماني مستوطنات أخرى على الأقل بينها كريات أربع المتاخمة لمدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية. وانتهاء مهلة التجميد يتيح لأي شخص أو أي مؤسسة البناء في مستوطنة إذا كان حصل على إذن بذلك قبل عشرة أشهر. إلى ذلك اعترف مسؤول فلسطيني أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى تفاهم بين الأطراف المعنية حول قضية تجميد أعمال البناء فى المستوطنات. وكان المبعوث الأمريكي الخاص بالسلام للشرق الأوسط جورج ميتشل، التقى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في نيويورك أمس قبيل مغادرته إلى باريس، في مسعى أمريكي لإقناعه بعدم الانسحاب من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل على خلفية مسألة التجميد. من جهة أخرى أعلنت مصادر إسرائيلية يوم أمس، أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قد اتفقا بوساطة أمريكية على مواصلة التفاوض لأسبوع آخر للتوصل إلى «حل وسط» حول البناء الاستيطاني يسمح باستمرار محادثات السلام المباشرة.