يوم توحيد المملكة، ولم شتاتها، من الأيام الخالدة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، وتاريخ الإنسانية جمعاء، فهذه البقعة من الأرض استثنائية في أهمية موقعها وتأثيرها ودورها المتفرد في صنع مستقبل البشرية، فمنها انطلق الهدى إلى كافة أنحاء المعمورة، وإليها تهفت القلوب والأفئدة والأجساد من جميع أصقاع الأرض، هنا بيت الله العتيق وقبلة المسلمين التي ارتضاها الله لهم، ومسرى النبي الكريم إلى حيث تعانقت الديانات في بيت المقدس تحت لواء النبي الكريم، وأن تكون هذه الأرض آمنة مستقرة هو أمل ومطلب الإنسانية حيثما وجدت. عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رجل حمل على عاتقه تحقيق هذه الأمنية، وتصدى لها بكل حزم واقتدار واستطاع بفضل الله أن يمضي إلى حيث الخير الذي أراده المولى لهذه الأمة وهذه الأرض، فأعلن صبيحة يوم من أيام التاريخ الخالدة أن الحكم لله ثم لعبدالعزيز، ورسم حدود مملكته بما يضمن الأمن والاستقرار لها كأرض مقدسة، ولأهلها كأمة شرفها الله بجوار البيت العتيق، ولقادتها الذين أعلنوا أنفسهم خداما للحرمين الشريفين وقائمين على توفير الأمن والطمأنينة والأمان لضيوف الرحمن ممن شدوا رحالهم لأداء النسك والصلاة في مسجد الرسول الكريم. لئن تمكن الملك عبدالعزيز من تحقيق هذه الأهداف السامية العظيمة فحسبه وحسبنا كشعب فخرا واعتزازا، فما بالنا وقد رسم إلى جانب ذلك ملامح دولة عصرية استكمل أبناؤه من بعده بناءها وتوثيق أركانها حتى أصبحت ملء سمع وبصر الدنيا، تساهم في استقرار اقتصاد العالم، وتغيث الملهوف وتدعم المنكوب، وتنشر الحب والوئام بين شعوب الأرض وتجمع أتباع الديانات السماوية على طاولة واحدة. يوم خالد يوم توحيدك يا وطني عبدالله بن بنيان الصيدلاني الجهني