تشرفت ولله الحمد الأسبوع الماضي بأداء مناسك العمرة مع الأسرة، حيث أعتدت أن أقوم بأداء هذا المنسك من وقت لآخر، وهذا من فضل المولى جل شأنه خصوصا في ظل توافر الخدمات والإمكانيات الكبيرة في العاصمة المقدسة التي توفر على الجاد والمعتمر الكثير من الوقت والجهد، فضلا عن جمال الطقس واعتداله هذه الأيام. أعجبت بمستوى الخدمات وبجودتها العالية خصوصا فيما يتعلق بالنظافة وتوفير المرافق الضرورية وبمستويات عالية وجاهزية كبيرة، وهذا يعود إلى حجم الجهد الذي تبذله الجهات ذات العلاقة تحت إشراف ومتابعة أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل. ثمة أمور تغيرت وحتما ستشعر بمستوى التطور الذي تشهده مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، والنقلة النوعية في مستوى الخدمات الأساسية والتكميلية. ما أزعجنا وأزعج كثيرا ممن قدر لهم أن يرافقوني سواء من الأسرة أو ممن شدوا رحالهم معنا باتجاه البيت العتيق قدوما من العاصمة الرياض، تأخر الرحلة عن موعدها، ثم تغيير الطائرة، وكل ذلك دون مقدمات أو إشعار، أو اعتذار، فانقلبت الرحلة رأسا على عقب وتغيرت معها المقاعد المحجوزة مسبقا، مما تتسبب في هرج ومرج ومشادات بين الركاب وملاحي الطائرة الذين كانوا فيما يبدو يعانون من إرهاق شديد نظرا لوصولهم للتو من الهند ولم يكونوا مهيئين للتعاطي مع الركاب بالشكل المطلوب، وكانت إجاباتهم وردودهم على الاستفسارات لا تزيد عن إلقاء المسؤولية على آخر. تفرقت مقاعد العائلات، بعضهم في مقدمة الطائرة، وبعضهم في مؤخرتها، وتعكر صفو الرحلة رقم 1049 (4/مايو/2010) التي يمثل فيها المعتمرون العدد الأكبر. وهنا نتساءل إلى متى تستمر هذه المشاكل في مؤسسة نفخر بها ونتمنى أن تصل إلى المستوى اللائق بالاسم الذي تحمله. عودا إلى مكةالمكرمة، حيث لفت انتباهي أن فنادقها الكبيرة المنتشرة حول الحرم تحاول أن تقدم نفسها على أنها ملتزمة بالسعودة، وهو ما قد يلاحظه المراقب في الوهلة الأولى، ولكن ما تلبث سعادتك أن تختفي عندما تكتشف أنها التزمت بسعودة الواجهات فقط فيما المراكز القيادية في الفندق لا تزال مشغولة بمقيمين. هيئة السياحة مطالبة بتفعيل دورها الرقابي ليس فقط فيما يتعلق بأدوارها الرئيسة المعروفة، ولكن وبحكم تواجدها المفترض في مثل هذه المرافق ومراقبتها الدائمة أن تولي موضوع السعودة الاهتمام المطلوب.