قبل منتصف التسعينيات عرض المخرج جيبسون فيلم آلام المسيح، ومنذ اللحظات الأولى لإعداد الفيلم من خلال اللغة الآرامية اتخذ اليهود في أمريكا وعموم أوروبا احتياطاتهم لمنع أي تأثيرات تنعكس على الجاليات اليهودية، نتيجة عرض جوانب من قصة المعاناة. كان اليهود خائفين من أن انعكاسات فيلم على هكذا نحو يمكن أن تعيد إلى عموم المسيحيين في أوروبا فكرة أن الدولة الرومانية على أيام بيلاطس البنطي الذي كان بدوره وكيلا لقيصر روما لم تكن مسؤولة مطلقا، بحسب تدوينات النسخ الأربع للإنجيل عن معاناة سيدنا عيسى بن مريم، بل كان اليهود مسؤولين إلى الوشاية بمعجزات ذلك النبي الكريم وكذلك مسؤولين، بحسب تدوينات تخص المسيحيين عن الدفع به وقتئذ إلى يد السلطات.. وللواقع فقد كان اليهود أكثر ذكاء من نظرائهم المسيحيين، فقد سعوا منذ الستينيات الميلادية للحصول من بابا روما وقتئذ على تبرئة كنسية إليهم من معاناة سيدنا المسيح، وقد نجحوا لأن البابا صادق على تبرئتهم وخلصوا من مشكلة دينية كانت تهدد مواقفهم في الشارع الأوروبي بما لا يتوافر إليه المساس بعقيدة المسيحي العادي .. وبمثل ما يترتب على هذه المواقف، فقد كان فيلم مقتل الرهبان السبعة، على يد جزائريين أن يهدد الجالية الجزائرية في فرنسا، ولكن الطرفين تمكنا من خلال الحوار البناء تجاوز فرص خلق دوائر الشحن بين المسلم والمسيحي، العربي والأوروبي، فالخلاف لا يفسد قضايا الود والتعايش، وفي مصر يشكر البابا شنودة، فقد أثبتت التجربة المصرية أنها على مستوى الحوار البناء الذي لا يفترض من خلال ارتكاب الأخطاء أن تؤدي تلك الأخطاء الى اجترار دماء الأبرياء بما يهدد الأمن وسلامة الناس كافة، لقد اعتذر عن أخطاء ثاني مسؤول للكنيسة القبطية، وقال لو علمت لما سمحت له النطق بأشياء تمس عقيدة المسلمين .. وللواقع فالعاقل يحسد التجربة الهندية، إذ أنه يتوافر في الهند من اللغات والأديان والملل والنحل شيء كثير، فيما لو فاضت به أخطاء التفاهم، لما بقيت في الهند طائفة ولا جماعة ولا قبيلة واحدة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة