يحفظ الإعلام العربي لشبكة أوربت، الريادة السعودية المبكرة في صناعة الإعلام الإخباري الفضائي، عندما أطلقت أوربت قناة بي بي سي الإخبارية الناطقة بالعربية، وكذلك إطلاق حزمة من القنوات الترفيهية البارزة، وربما لم تكن الظروف مواتية آنذاك لاستمرار استثمار شبكة أوربت في القنوات الإخبارية العربية، إلا أن الشبكة نجحت في تصدر المسرح الفضائي، رغم التحولات الحادة في المشهد الإعلامي العربي. حاليا، الخلاف الحادث بين شبكة أوربت ومدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة، يهدد استمرارية البرامج الجماهيرية للشبكة من القاهرة، وفقدانها استديوهات التي تعد الأضخم في مدينة الإنتاج الإعلامي، مما يشكل خسارة استراتيجية بالمعنى الاقتصادي والإعلامي، خاصة أن بعض التصريحات والمواقف والتسريبات من بعض مذيعي الشبكة أسهم في تأزيم الموقف، في وقت تتطلب فيه إدارة الأزمة، حلولا ذكية، تتسم بالشفافية من كافة الأطراف. ويبدو أن الإشكال الجاري بين الطرفين، يتجاوز الجانب الاقتصادي، المتعلق بتأخر دفع المستحقات، إلى الجانب السياسي، والتحفظ على بعض البرامج أو مقدميها، ومواقفهم نحو بعض القضايا في الحياة المصرية. ومهما يكن، فالأخطاء الإعلامية واردة في خضم العملية الإعلامية، وخلال الركض الصحافي اليومي، شرط ألا تتحول تلك الأخطاء إلى سياق عام ومستمر في السياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية، وهذا يعني ضرورة دعم موقف الأوربت (السعودية) ومعاضدتها، والتدخل للمساهمة في حل الأزمة القائمة مع مدينة الإنتاج الإعلامي، والمحافظة على المكتسبات الإعلامية. فالإعلام السعودي الخاص، يعد من أبرز محركات المنظومة الإعلامية السعودية بجناحيها، وأكثرها تأثيرا على المستوى المحلي والعربي. وفي المقابل، فإن شبكة أوربت بحاجة أيضا إلى إعادة هيكلة برامجها وقنواتها التلفزيونية، ليس بسبب القضية الجارية بين الشبكة ومدينة الإنتاج الإعلامي فقط، بل بسبب المتغيرات الحادثة في صناعة الإعلام الفضائي المحلي والدولي(إخباريا وترفيهيا) والانتقال من الاعتماد على السياسات التحريرية (الجزئية) لكل برنامج إلى وضع سياسات تحريرية شاملة للشبكة، بحيث ينظر المذيع للأحداث نظرة كلية شمولية، بعيدا عن الأجندات الشخصية، التي قد تحمل الشبكة مواقف ليست من سياستها التحريرية، وهنا يبرز الدور الرقابي المهني لمحتويات الشاشة، لجهة التوازن والموضوعية في الخطاب الإعلامي، خاصة في البرامج السياسية والحوارية. والأوربت، بحجمها الإعلامي الكبير ستتجاوز هذه الأزمة، وليس من مصلحة مدينة الإنتاج الإعلامي التضحية باستثمارات الأوربت وتأثيرها الإعلامي الكبيرين، في وقت تبحث فيه المدن الإعلامية العربية، عن الاستثمارات الإعلامية واستقطابها من كل مكان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة