بدأت اعمال البناء مجددا صباح اليوم الاثنين في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة لكن على نطاق محدود مباشرة بعد انتهاء مهلة تجميد الاستيطان التي يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى الحد من وقعه على مفاوضات السلام. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان الجرافات كانت تعمل، خصوصا في مستوطنة ادم شمال الضفة الغربية حيث من المقرر بناء نحو ثلاثين مسكنا. من جهتها افادت المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان اعمال البناء ستستأنف ايضا في ثماني مستوطنات اخرى على الاقل بينها كريات اربع المتاخمة لمدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية. وبقي نتانياهو متمسكا بموقفه على رغم الضغوط المكثفة للمجتمع الدولي ورفض تمديد مهلة تجميد بناء مساكن جديدة في المستوطنات مع ما يتضمن ذلك من تهديد لمواصلة المحادثات. لكن رئيس الحكومة دعا المستوطنين الى التحلي ب"ضبط النفس وروح المسؤولية" وطلب من وزرائه التحفظ بمواقفهم لتفادي تحميل اسرائيل مسؤولية نسف المفاوضات. كما دعا محمود عباس لمواصلة مفاوضات السلام بعد انتهاء مهلة تجميد الاستيطان الاحد عند منتصف الليل. وقال نتيانياهو في بيان نشر بعد منتصف ليل امس "اوجه نداء الى الرئيس عباس ليواصل المفاوضات الجيدة والنزيهة التي اطلقناها لتونا من اجل محاولة التوصل الى اتفاق سلام تاريخي بين شعبينا". وفي اطار الاتصالات الديبلوماسية "المكثفة" تحدث نتانياهو في الساعات الماضية مع اعضاء في الادارة الاميركية بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومع الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني كما جاء في البيان. وستعقد لجنة المتابعة العربية اجتماعا في مقر الجامعة العربية في القاهرة في الرابع من تشرين لاول/ اكتوبر المقبل بناء على طلب السلطة الفلسطينية للبحث في مسالة استمرار المفاوضات. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الاتصالات ستتواصل في الايام المقبلة لايجاد صيغة تسوية. ورفضت اسرائيل طلبا اميركيا بتمديد تجميد الاستيطان لمدة شهرين بحسب صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار. وذكرت صحيفة معاريف ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بحث مع الادارة الاميركية إمكان تجميد البناء فعليا في مقابل دعم اميركي لمطالب اسرائيلية خصوصا اعتراف الفلسطينيين باسرائيل "دولة للشعب اليهودي" وضمانات امنية لحدودها الشرقية. ويتيح انتهاء مهلة التجميد لاي شخص او اي مؤسسة، البناء في مستوطنة اذا كان حصل على اذن بذلك قبل عشرة اشهر. الى ذلك فانه يسمح لبلديات المستوطنات مجددا بمنح تراخيص بناء. واستئناف اعمال البناء التي تباطأت بسبب عيد المظلة اليهودي، يتعلق في هذه المرحلة في شكل اساسي بمستوطنات معزولة او بمئات المساكن التي يتوقع ان يتم بناؤها في الاشهر المقبلة، لكن وتيرة البناء ستكون رهنا بالعرض والطلب. وقال رئيس مجلس مستوطنات غوش عتصيون في جنوبالقدس شاوول غولدشتاين لاذاعة الجيش الاسرائيلي "ان الشارين والمقاولين اصيبوا بالخيبة جراء تجميد عمليات البناء وينتظرون رؤيتها تعود". الرد الفلسطيني على الاستيطان من جهتها، اعلنت الرئاسة الفلسطينية اليوم ان ردها النهائي على على استئناف الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة سيصدر بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية. وكان الرئيس الفلسطيني كرر امس الاحد القول ان مفاوضات السلام ستكون "مضيعة للوقت" اذا لم تمدد اسرائيل قرار تجميد الاستيطان، لكن من دون اعلان وقف المحادثات. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه لوكالة "فرانس برس" في باريس حيث يتواجد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة رسمية ان "الموقف الفلسطيني الواضح والنهائي سيكون بعد الرد الاسرائيلي النهائي على الجهود الاميركية المستمرة". واضاف ابو ردينه "لن تؤخذ اي قرارات ردا على المعطيات الاسرائيلية المتوافرة حتى الان وعلى الموقف الاسرائيلي الحالي بشان الاستيطان الا بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر المقبل". واوضح "اننا على اتصالات مستمرة مع الجانب الاميركي والجهود الاميركية مستمرة لكن نحن بانتظار الموقف الاسرائيلي النهائي حتى يتم تقييم الموقف بشكل نهائي وبشكل واضح".