قال أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس ل«عكاظ» أنه لا يحتاج طائرة هيلوكبتر لمتابعة مشاريع المحافظة؛ لأنه يعرف هذه المشاريع جيدا ويتابعها عن كثب ويزور مواقعها بعد منتصف الليل!، وجاء تصريحه بعد مطالبة بعض أهالي جدة للأمين الجديد بأن يقوم بجولة بالهيلوكبتر ليرى حجم الإنجاز في هذه المشاريع، مؤكدين بأن هذه هي الطريقة الوحيدة للقيام بجولة استطلاعية بعد أن اختنقت جدة بالازدحامات المرورية. ممتاز جدا.. هذا تصريح حكيم يبعث التفاؤل في النفوس.. أنا أتفق مع الأمين ولا أتفق مع الأهالي (لأن ما جابنا ورا.. إلا جولات الهيلوكبتر!).. فالزاوية الفوقية من الهيلوكبتر تقدم صورة عامة خالية من التفاصيل.. والشيطان يكمن في التفاصيل كما يقال.. وللحصول على التفاصيل لا بد من منظار مقرب.. وهنا تظهر التفاصيل التي نختارها نحن وتختفي الصورة العامة.. ومن هذه النقطة بالذات ولدت مشاكل جدة!. ليت الدكتور هاني أبو راس يمتنع أيضا عن عرض المشاريع المستقبلية من خلال المجسمات، لم يعطل طموحات جدة مثل هذه المجسمات!، فليعتبر الأمر أشبه بالحمية القاسية (لا يتجول بالهيلوكبتر ولا يستعرض المجسمات) عليه أن يصبر على ذلك من أجل مدينته التي تتطلع أن ينهي ابنها هاني ابوراس أحزانها المتراكمة، فجدة تنتظر الحلول التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة لا الحلول التي يمكن تخيلها من خلال المجسمات!. وليت هذه الحمية القاسية تشمل أيضا امتناع أبو راس عن الاستعانة بخدمات المركز الإعلامي في الأمانة، فهذه طريقة بيروقراطية شديدة البؤس ولن تجدي نفعا على صعيد تحسين الصورة الإعلامية للأمانة، ما نتمناه من الدكتور هاني أن يتخذ سياسة أكثر انفتاحا وأكثر شفافية مع وسائل الإعلام، وأن يترك الصحافيين يسرحون ويمرحون في مبنى الأمانة، قد يسببون له بعض الصداع ولكنهم بالتأكيد سيكونون عونا له في اكتشاف أخطاء صغيرة من شأنها أن تعرقل مشروعه الكبير. صحيح أن قائمة الحمية قد أصبحت طويلة نوعا ما.. ولكننا نناشد معالي الدكتور أن يمتنع كذلك عن (سياسة الشماعات) التي أصبحت سمة لخطاب الأمانة في الفترة الاخيرة.. فالمجاري مشكلة شركة المياه.. والشوارع مشكلة المقاولين.. والكورنيش مشكلة هيئة السياحة.. والبعوض مشكلة الزراعة.. والضنك مشكلة الصحة.. والأراضي مشكلة المحاكم.. والكروكيات مشكلة المكاتب الهندسية.. بينما بقيت مشكلة الأمانة أنها بلا مشكلة أي (ما في مشكل) لغير الناطقين بالعربية!. أما أصعب شيء في هذه الحمية فهو الامتناع عن طبق (المركزية) حيث ألغت أمانة جدة خلال السنوات الماضية دور البلديات الفرعية، فأصبح كل أهالي جدة (صاعدين نازلين) في مصاعد مبنى الأمانة إلى درجة أن الواحد منهم إذا لقي الآخر لا يقول له: (كيف الحال؟)، بل يسأله: (طالع ولا نازل؟!). فكرت بأن أضيف للقائمة الطويلة عبارة: (الامتناع عن تناول الرسوم المبتكرة)، ولكنني خشيت أن (يطفش) معالي الأمين من حميتنا ويستعيض عنها بأية علبة (كولا دايت).. عموما ثمة شيء أهم من كل هذه الحمية وهو أن يتأكد الدكتور هاني جيدا من استعدادات جدة لموسم الأمطار الذي أصبح على الأبواب.. نسأل الله أن يلطف بعباده ويعين الأمين الجديد لمحافظة جدة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة