منذ شهر وأنا أتنهد وأردد في كل ليله (لندع النيران الصديقة تعيث فسادا بنا فحسبها من الحقيقة يا صديقي أنها صديقة .. صديقة). فمنذ شهر تم قبول طلبي للابتعاث الخارجي في برنامج خادم الحرمين الشريفين للمرحلة السادسة فقد مضى عام على تخرجي وستمضي عدة أعوام على تعييني من قبل الخدمة المدنية وبعد أن تعالت ضحكات من حولي أطلقوا نيرانهم الصديقة فكيف سيقبل طلبي من دون واسطة تدعم مؤهلاتي العلمية فكما نعلم جميعنا أن للفيتامينات دورا فعالا في حياتنا ونقصها يؤدي إلى الجفاف، التشوه، فالوفاة، ولثقتي فيمن خلق الفيتامينات ودعمها في الأجنة في بطون الأمهات ثم ثقتي بمؤهلاتي تم قبول طلبي للابتعاث، قرأت الشروط وجهزت كل الأوراق ولكني لم أجده؟ بحثت عنه بينهم فلم أجده. فأصبح حلمي في كفه وهو في كفه وفي كل ساعة تمر ترجح كفته على كفه حلمي .. لم أجده بين إخوتي الستة ولا بين أبنائهم ولا بين من تنطبق عليه شروط محرميته لي شرعا. إنه (الرجل) مرافق الطالبة للابتعاث مهما يكن ملتزما بمسؤولية عمل وأسرة وأطفال ومهما يكن فاسقا أو ماجنا أو معتوها أو سفيها أو أنانيا وحقودا فيكفي أنه يعد رجلا من ضمن الرجال عريض المنكبين ويتوسط وجهه شارب ويتقن إلقاء الأوامر، فهو مفضل علينا درجة وأكمل عقله وأنقص عقولنا فهل يعقل أن يترك أحد محارمي عمله من أجل أن أكمل أنا حلمي؟ وهل يعقل أن تغلق شركتنا وتباع مصانعنا ليذهب معي إخوتي؟ وهل يعقل أن يتغرب أحدهم عن أهله ووطنه لأجد أنا ضالتي في غربتي؟ هذا ما قاله لي أهلي فعاثت نيرانهم فسادا بي فحسبها من الحقيقة أنها صديقة .. صديقة. فلا عجب أن تتعدد أسماء الزيجات لدينا من مسيار إلى مسفار وسياحي ونهاري فظل رجل أفضل بكثير من ظل حيطة!! وكان كل الرجال رجالا! لذلك علقت حلمي .. ولا زلت أنتظر من يتزوجني!! همسة: نحن مجانين إن لم نستطع أن نفكر ومتعصبون إن لم نرد أن نفكر وعبيد إن لم نجرؤ أن نفكر. فلماذا لا تبتعث البنات في سكن خاص للطالبات تشرف عليه الدولة هناك؟ بدل أن نبتدع في أسماء الزيجات؟. [email protected]