اتصل بي معالي المهندس عبد الله الحصين وزير الكهرباء والمياه، غاضبا أكثر منه عاتبا، ولائما أكثر منه موضحا، وكان علي أن أقابل كل ذلك بصدر رحب وأعصاب هادئة لأنه أكبر سنا، ولأنه مسؤول عن وزارة يريد الدفاع عنها وهذا من حقه، لكن غضبه كان أكبر مما كنت أتوقعه .. في نهاية شهر شعبان كنت التقيت المهندس الحصين في مناسبة رسمية وتطرق الحديث إلى النقد الصحفي وعبر معاليه عن امتعاضه الشديد من النقد الموجه لوزارته من الكتاب. حينها كتبت مقالا عن الحساسية المفرطة لبعض الأجهزة تجاه النقد، وحاولت أن أشير إلى أننا يجب أن نكون قد تجاوزنا مرحلة وجود جهاز حكومي فوق النقد أو أكبر منه. بعد المقال تفضل المهندس عبد الله بمهاتفتي شارحا وموضحا ما قصده أثناء لقائنا رغم أنني نقلت ما حدث حرفيا. وخلال الحديث طرح فكرة أن أقوم بالاتصال بمكتبه في حال وجود أي قضية أو خبر عن وزارته يستدعي التعليق عليه .. شكرته على تلك المبادرة لأننا نحتاج أحيانا إلى توضيح الجهة المسؤولة عندما ينشر خبر غير موثق أو تأتينا معلومة مشكوك في صحتها أو يشكو مواطن بأسلوب يشي بشك في صدق ما ينقله. بالفعل كنت ولا زلت عند وعدي له بأن أفعل ذلك في مثل هذه الحالات، رغم أن الكاتب لا يستطيع أن يكون مسؤول علاقات أو يتصل بأي وزارة أو إدارة ليأخذ معلوماتها قبل أن يكتب، لأن الجهة المعنية هي المسؤولة عن الرد والتوضيح عندما يكتب عنها.. ولكن .. هل على الكاتب أن يستفسر عندما تأتيه المعلومة من متخصص وأستاذ جامعي مرموق في تخصصه، وباحث أمضى أكثر من ثلث قرن في مجاله، يتحدث باللغة العلمية ويستند إلى الأرقام والإحصائيات؟؟.. أعتقد أن مثل هذا النموذج لا يشك الكاتب في صحة معلوماته أو يفترض نوايا غير نزيهة في طرحه .. لقد كتبت مقالا يوم الأحد الماضي نقلت فيه جزءا من حديث طويل للأستاذ الدكتور علي عشقي، أستاذ علوم البيئة، عن الأوضاع البيئية في مدينة جدة، وتلوث البحر والبر. لقد تحدث الدكتور عشقي في حضور عدد غير قليل من الإعلاميين والأكاديميين والمثقفين الذين أصابهم الذهول من الحقائق التي ذكرها، وككاتب في الشأن العام لم يكن ممكنا أن أهمل تلك المعلومات، فحاولت التعليق عليها من خلال المقال، وذلك ما أغضب المهندس عبد الله الذي أكد عدم صحة المعلومات المذكورة في المقال، بل وأقسم بالله على ذلك .. وهنا فقد وقعت في حيص بيص كما يقولون، وبالتالي اتصلت بالدكتور علي عشقي لكي أستفسر منه وأستعين به في ورطة كهذه، بيد أنه قال لي وما خفي فهو أعظم، وإليك المزيد.. على أي حال .. غدا يوم احتفال بيومنا الوطني. دعونا نحتفل وإلى لقاء يوم السبت لنعود إلى هذا الموضوع مرة أخرى ونسمع المزيد .. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة