لم يكن أكثر جماهير النصر تشاؤما يتوقع أن يظهر فريقه بالرداءة التي ظهر بها أمام الفيصلي، بعد فترة توقف بنت فيها جماهير الشمس قصورا من الأحلام بعودة نصرها لطريق النصر، ولكن حالة البؤس الفني التي ظهر عليها الفريق أجهزت على كل أحلام جماهيره، بل إنها زرعت الإحباط في كل البيادر المزروعة ببهاء الشمس. النصر ظهر لمحبيه في ملعب المجمعة بصورة تدعو للرثاء، لاعبون يجرون أقدامهم في الملعب بوهن من هده المرض، مدرب قضى على ما تركه له خلفه ديسلفا من تنظيم، لاعبون أجانب لم يقدموا إلى الآن ما يشفع لهم بالمشاركة في دوري الدرجة الثالثة، غياب إداري محير، ومع ذلك استطاع النصر بمدلولات شعاره وحضور جماهيره أن يظفر بنقطة تعادل ثمينة.. هذا التوصيف المتحفظ ليس تأليبا يطالب برؤوس، ولا تهويلا يضع أهرامات أمام أمل يرتجى، ولكنه قراءة واقعية لحال فريق النصر بعد خمس جولات، أكدت أن جماهير العالمي كانت تطارد السراب تحت شمس الصيف، والمؤلم أن هذه الجماهير الوفية قد قامت بدورها على أكمل وجه، فقد عضت على جرحها النازف منذ بداية الدوري وصوتت لفريقها، كأفضل فريق في جميع الجولات الماضية بالرغم من عدم قناعتها بما يقدمه، وزفت لاعبيه لمرتبة الأفضلية بذات التصويت.. ليس من حل لواقع النصر إلا أن تتوقف جماهير النصر عن دلالاها المفرط للاعبي النصر، بعد أن اتضح أن هؤلاء اللاعبين استمرأوا الاحتفاء الجماهيري، وأن تواجههم بحقيقة واقعهم الأدائي، لعلها ترسلهم للنوم على زجاج المشاعر المكسورة، بدلا من النوم على مخدة الدلال الدائم، وأن ترفع السياج الحامي من النقد المضروب حول زنجا، فهذا المدرب يدير المباريات وكأنه يشاهد كرة القدم لأول مرة، ولا أدل من ذلك إلا ما عمله في مباراة الفيصلي، عندما لعب في بداية المباراة بلاعبي وسط أيسر هما القحطاني وفيغاروا، ثم استبدلهما بسعود حمود والزيلعي لاعبي يمين الوسط!! في النصر مجموعة من المشكلات المعيقة التي تحتاج لحلول عاجلة، ولكن المباريات ونزف النقاط لن تمنح المتثائبين فرصة الحبو نحو الحلول، لذا على لاعبي النصر أن يدركوا أنهم مطالبون بتحمل المسؤولية ولو من أجل الجماهير التي منحتهم أكثر مما يستحقون، وألا يختبئوا خلف أعذار بعضها صحيح، والبعض الآخر مختلق للهروب من المسؤولية.. المشجع النصراوي الذي صدم بواقع فريقه ليس مطالبا بركوب موجة الغضب المنادية بالإطاحة بالمدرب واللاعبين الأجانب، فمثل هذه المطالب غير واقعية في هذا الزمن، ففترة التسجيل مقفلة والإتيان بمدرب جديد لا يعني إلا العودة لفترة الإعداد في معمعة الدوري، ولكن يجب أن تتوقف مرحلة الدلال، وأن تبدأ مرحلة المحاسبة بالنقد العقلاني الذي يضع الإدارة والمدرب واللاعبين أمام مسؤولياتهم، لعل النصر يعود بحال أفضل من البؤس الذي عاد فيه بعد العيد.