وأنت داخل مطار جدة ستكتشف أن الطاسة ضايعة. وجاءت الفضيحة من حيث لم نكن نتوقع، فقد مضى زمن طويل من الشكوى ويئس الناس من صلاح هذا المطار أو معرفة منبت الخلل الدائم فيه، أو معرفة من ضيع (الطاسة)، ومع تردي الخدمات إلى حدودها الدنيا انفجرت التصريحات من قبل مسؤولي الخطوط السعودية محملين هيئة الطيران جملة اتهامات ينيخ بها الجمل الصحيح، وهي اتهامات تعلق الجرس لدرجة التحذير من التسبب في إيقاف حركة النقل الجوية.. ويبدو أن كبد الخطوط السعودية حامت، فألقت بكل التهم أمام الجميع، فهي تتهم هيئة الطيران بمسؤولية غياب التنظيم وسوء البنى التحتية داخل الصالات بعد رسمها صورة سلبية للطيران المحلي في الخارج (وهذه أول قذيفة)، أما القذيفة المخيفة فهي تأكيد الخطوط السعودية على أهمية تدخل أصحاب القرار لوقف التهاون الواضح المؤدي لانهيار محتمل لأنظمة إنهاء إجراءات المسافرين داخل المطار، والمتعلقة بنقل العفش وإصدار التذاكر، مما يعني شللا وإيقافا لحركة الملاحة في أية لحظة، في حال استمر القصور والإهمال، وعدم التجاوب مع المطالب المتكررة لمسؤولي الخطوط والمكاتبات الدورية المرفوعة للهيئة، من أجل سرعة الإصلاح. وليس بعيدا أن تقف الحركة الجوية فجأة بسبب الكوارث التي ذكرت، فهناك توقف بطيء يتمثل في انكباب الرحلات بعضها على بعض وتأخرها عن مواعيدها وتكدس الناس في المطارات.. ولم تقف اتهامات الخطوط السعودية عند حد، فهي فرطت السبحة كاملة وتطالب بأهمية البدء بمعالجة أنظمة الشحن، الحجوزات، نقل العفش، أنظمة وقوف الطائرات في المواقف المخصصة لها، أنظمة التكييف داخل الصالات ومكاتب الموظفين، النظافة، وأنظمة الصوتيات الخاصة بالإعلان عن الرحلات القادمة والمغادرة. وكشف مسؤولو الخطوط عن تعطل وتأثر ما يقارب 240 رحلة دولية ومحلية يوميا، متهمين الهيئة بعدم التجاوب مع مطالبهم المتعلقة بتوفير الآليات والمعدات اللازمة، إضافة إلى تهيئة البنى التحتية المناسبة لتسيير الرحلات القادمة والمغادرة دون تأخير، وكذلك رداءة الأجهزة المتحركة المخصصة لنقل العفش من داخل الصالات إلى المنطقة الأمنية، مشيرين إلى أن الهيئة استوردت هذه الأجهزة من دولة آسيوية لكلفتها المنخفضة، دون النظر إلى جودتها، ما تسبب في تأخر الكثير من عمليات نقل العفش، لضعف المولدات الداخلية الخاصة بالأجهزة. وقالوا إن «الأجهزة المتحركة تتعرض للعطل بشكل مستمر، ما يتطلب إدخال العناصر البشرية لتسيير العمل، إذ وفرت الخطوط السعودية نحو 45 عاملا، للتدخل في حالة العطل المفاجئ والمتوقع حدوثه يوميا». ونبهوا إلى أن هذه الأجهزة خارج نطاق الصيانة، إذ يصعب إيجاد قطع غيار لها، وتتأخر عمليات الإصلاح أسابيع طويلة من أجل تأمين القطع البديلة من خارج المملكة، في ظل غيابها عن مستودعات الهيئة. هذه هي التهم التي سددتها الخطوط السعودية (والتي حاولت جمعها في المقال كما نشرت في صحيفة عكاظ بالأمس)، وإزاء هذه التهم المرعبة طالب المتحدث الرسمي لهيئة الطيران بإعطائه الوقت المناسب لكي يرد على تهم الخطوط.. يعني تهمة ورد، ونحن نشاهد هذه المهازل وسوء الخدمات وانهيار مطار كمطار جدة والتهديد بإيقاف الحركة الجوية ثم المطالبة بتدخل أصحاب القرار. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة