حمل مسؤولون في الخطوط الجوية العربية السعودية، هيئة الطيران المدني مسؤولية غياب التنظيم وسوء البنى التحتية داخل الصالات الجنوبية في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، بعد رسمها صورة سلبية للطيران المحلي في الخارج. وقالوا «إن الوضع الحالي للمطار يحتاج إلى تدخل من أصحاب القرار لوقف التهاون الواضح المؤدي لانهيار محتمل لأنظمة إنهاء إجراءات المسافرين داخل المطار والمتعلقة بنقل العفش والتفتيش الأمني وإصدار التذاكر». محذرين من شلل وإيقاف لحركة الملاحة في أي لحظة، في حال استمر القصور والإهمال، وعدم التجاوب مع المطالب المتكررة لمسؤولي الخطوط والمكاتبات الدورية المرفوعة للهيئة، من أجل سرعة الإصلاح. وأمام ذلك طالب المتحدث الرسمي باسم هيئة الطيران المدني خالد الخيبري بمنحه فرصة زمنيه لتجهيز رده على ادعاءات مسؤولي الخطوط السعودية، وخطط الهيئة بشأن إصلاح مرافق المطار كافة. وأكد عدد من مسؤولي الخطوط السعودية على أهمية البدء بمعالجة أنظمة الشحن، أنظمة التفتيش الأمني، الحجوزات، نقل العفش، أنظمة وقوف الطائرات في المواقف المخصصة لها، أنظمة التكييف داخل الصالات ومكاتب الموظفين، النظافة، وأنظمة الصوتيات الخاصة بالإعلان عن الرحلات القادمة والمغادرة. والتقت «عكاظ» البارحة الأولى في المطار، بمجموعة من قيادات الخطوط السعودية المرابطين داخل الصالات منذ ال22 من شهر رمضان الماضي، لمتابعة العمل، والتدخل لمعالجة تعطل الأنظمة الخاصة، التي باتت تشهد توقفا مستمرا دون وجود تدخل من هيئة الطيران المدني الجهة المسؤولة عن عمليات الصيانة والتشغيل داخل الصالات الجنوبية. وكشف المسؤولون عن تعطل وتأثر ما يقارب 240 رحله دولية ومحلية يوميا، متهمين الهيئة بعدم التجاوب مع مطالبهم المتعلقة بتوفير الآليات والمعدات اللازمة، إضافة إلى تهيئة البنى التحتية المناسبة لتسيير الرحلات القادمة والمغادرة دون تأخير. ولفت المسؤولون إلى أن رداءة الأجهزة المتحركة المخصصة لنقل العفش من داخل الصالات إلى المنطقة الأمنية، مشيرين إلى أن الهيئة استوردت هذه الأجهزة من دولة آسيوية لكلفتها المنخفضة، دون النظر إلى جودتها، ما تسبب في تأخر الكثير من عمليات نقل العفش، لضعف المولدات الداخلية الخاصة بالأجهزة. وقالوا «إن الأجهزة المتحركة تتعرض للعطل بشكل مستمر، ما يتطلب إدخال العناصر البشرية لتسيير العمل، إذ وفرت الخطوط السعودية نحو 45 عاملا، للتدخل في حالة العطل المفاجئ والمتوقع حدوثه يوميا». ونبهوا إلى أن هذه الأجهزة خارج نطاق الصيانة، إذ يصعب إيجاد قطع غيار لها، إذ تتأخر عمليات الإصلاح أسابيع طويلة من أجل تأمين القطع البديلة من خارج المملكة، في ظل عدم غيابها عن مستودعات الهيئة. وأوضحوا، وجود نحو 100 راكب يوميا يتعثر سفرهم بسبب سوء آلية التفتيش الأمني في المطار، الأمر الذي يكبد الخطوط السعودية خسائر مادية كبيرة، تتحملها هيئة الطيران المدني. وذهبوا إلى أن الخطوط السعودية أقرت أخيرا، عددا من الأنظمة المؤقتة لمنع تأخر رحلات المسافرين، أبرزها منع دخول المرافقين للصالات، إلزامية تغليف الأمتعة، إلزامية الحضور المبكر قبل موعد الرحلة تصل لستة ساعات في بعض الرحلات الدولية، إبلاغ المسافرين بعدم اصطحاب الأجهزة الكهربائية الثقيلة، وتسيير رحلات إضافية جديدة محلية في ظل تأخر نحو 500 راكب يوميا بسبب رداءة الأجهزة داخل المطار. وأكدوا أن هيئة الطيران المدني ارتكبت خطأ جسيما تسبب في تأخير الكثير من الرحلات، إذ أغلقت المواقف القريبة المخصصة للطائرات القادمة، وعمدت لنقلها إلى موقع قريب من مبنى الحجاج، نظرا لوجود عمليات صيانة في الموقع القريب منذ ستة أشهر. وبينوا أن عمليات الصيانة داخل المطار لا تتم بالشكل المأمول في ظل التشغيل العالي وحركة المسافرين الكبيرة، مضيفين أن الأنظمة الصوتية لا تتم صيانتها باحترافية، إذ تسببت في تأخر الكثير من المسافرين عن رحلاتهم لعدم سماعهم النداءات المتعلقة بموعد سفرهم، خلافا لسوء عمل الموازين الخاصة بوزن العفش وتعرضها للعطل المستمر. وأفادوا بوجود سوء للنظافة داخل صالات المطار، ما أدى لتذمر المسافرين، تخوفا من انتشار الأمراض، وسط غياب اهتمام الشركات المتعاقدة مع هيئة الطيران في هذا الشأن. وتحدث المسؤولون عن عدم توفر عربات نقل العفش بشكل كاف، إضافة إلى تعطل السلالم الكهربائية التي تنقل الركاب من الصالات الأرضية إلى العليا، إذ جرى مخاطبة الهيئة لإصلاحها، إلا أنها لم تتجاوب منذ أسبوعين. وقالوا «إن الكثير من الموظفين اضطروا لشراء أجهزة تكييف بديلة، بسبب كثرة أعطال أنظمة التكييف في مرافق المطار، ورغم تكفل الخطوط السعودية بتكلفة وشراء أجهزة التكييف، إلا أن الهيئة رفضت حتى الآن إعطاءهم ترخيص بعملية التركيب، ما دفع الموظفين للاعتماد على المراوح الكهربائية في مكاتبهم».