دعمت أمانة منطقة الرياض في برامج احتفالات العيد، ذوي الاحتياجات الخاصة، وعملت على تعزيز حضورهم في كثير من الفعاليات الترفيهية والمسرحية طوال أيام العيد، عبر إتاحة الفرصة للتعبير عن مشاركتهم بالقرب من مقاعد الأصحاء. وأوضحت اختصاصية التربية الخاصة أمل المحمد أن مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين في المناسبات والاحتفالات تعزز من مفهوم تواصل المعوق مع المجتمع، ومساواته بالأصحاء. وأشارت المحمد إلى أن المعوقين في المملكة يمثلون 4 في المائة من السكان، ما وصفتها بالنسبة الكبيرة التي تدفع لمراعاة احتياجاتهم ومشاعرهم، خصوصا الأطفال ممن بحاجة ملحة للعناية والاهتمام. وقالت اختصاصية التربية «إن المعوق يولد لديه شعور بالعزفة، إذ أظهرت غالبية الدراسات التي أجريت على صغار السن ممن يعيشون في المؤسسات الاختصاصية جراء النظرة المجتمعية، الناتجة عن معتقدات خاطئة أدت إلى رفضهم وعزلهم عن المجتمع، وأصبح المعوق يقضي حياة كاملة داخل هذه المؤسسات وبالتالي فقدانه لمصادر الدعم الاجتماعي الفعال الذي يحتاجه لتحقيق توافقه النفسي والاجتماعي». من جهته يرى الباحث الاجتماعي الدكتور عبدالرحمن الدخيل أن المجتمع يلعب دورا مهما نحو المعاق عبر التأثيرات النفسية التي تصله من خلال الرسائل التي يوجهها له المحيطون به. وأشار الدخيل إلى أن عملية إشراك المعاق في مظاهر الاحتفال خلال أيام العيد تكسبه أهمية وشعورا بأنه جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، خصوصا في الدور الذي تلعبه الجمعيات الخيرية والمؤسسات الحكومية المتخصصة. وأكد الباحث الاجتماعي أن منطقة الرياض من المدن التي باتت صديقة للمعاقين، في ظل توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير المنطقة، الذي يولي المعوق كامل الاهتمام ويجعله ضمن أولوياته في بناء منطقته. ونبه الدخيل إلى وجود أسر تخجل من وجود معوق بينها، إذ تحرص على عدم إظهاره للمجتمع ومنعه من المشاركة في المناسبات والاحتفالات، آملا تصحيح هذا المفهوم الذي ينعكس سلبا على تنشئة ذوي الاحتياجات الخاصة من الناحية الصحية والنفسية. من جانبه يؤكد مدير عام الخدمات الاجتماعية في أمانة المنطقة المهندس بدر بن عبيد البديوي أن الأمانة تحرص على احتضان ذوي الاحتياجات الخاصة في برامج الاحتفال بالعيد، بما يدعم تواصلهم مع فئات المجتمع. ولفت البديوي إلى أن الأمانة حرصت على مشاركة هذه الفئة والأيتام في كافة فعالياتها واحتفالاتها العامة منذ أكثر من خمسة أعوام، عبر إصدار بطاقة دخول للمعوق ولمرافقيه في كافة مواقع الاحتفالات. وأضاف مدير عام الخدمات الاجتماعية إلى تخصيص أماكن للمعوقين في جميع المواقع، إذ تحركت الأمانة منذ العام الماضي لإشراك هذه الفئة بالعروض المسرحية المقدمة في أيام العيد. وأكد البديوي أنه جرى هذا العام تقديم عدد من الأنشطة تتعلق بعروض ترفيهية ومسرحية للصم، وفقرات إنشادية ومجموعة من الألعاب الحركية والمسابقات الرياضية والثقافية التي تلائم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.