عطلت مؤسسة خيرية في المدينةالمنورة إخراج زكاة الفطرة حتى مساء أمس، وسط تقاذف للمسؤولية وتوجيه التهم بين أكثر من مسؤول، بعد أن كشفت «عكاظ» مستودعا يحوي كميات كبيرة من الأرز مخبأة يحرسها أربعة وافدين. وفتحت المؤسسة تحقيقا عاجلا مع مدير مستودعاتها لمعرفة أسباب تأخر إخراج الزكاة عن المتقدمين لها دون مبرر، إضافة إلى وجود أكياس أرز بجوار مستودع المؤسسة مخبأة تحت أثاث قديم. وواجهت «عكاظ» مدير فرع المؤسسة في منطقة المدينة عبدالمحسن العوفي بالواقعة، إلا أنه نفى ذلك في البداية جملة وتفصيلا، وأكد أن جميع الكميات تم إخراجها قبل الثالثة فجرا، أي قبل صلاة فجر اليوم الأول من العيد، تحت إشراف قياديين من المركز الرئيس للمؤسسة. واستدرك العوفي حديثه بالقول «إذا كانت عكاظ تمتلك صورا للمستودع ورصدت أكياس الرز، والتقت بالعمال، فهذا يعني أن الأرز الموجود تم وضعه من جانب المواطنين». وبعد أن كشفت «عكاظ» أن أكياس الأرز تحمل اسما تجاريا واحدا، ما يعني أن مصدر شرائه من جهة واحدة، ويبعد احتمالية وضعه من المواطنين، إضافة إلى وجود مستودع في منطقة لا يعرفها المستهلكون. وهنا أعلن العوفي ضرورة التحقيق في الحادثة عبر استجواب مدير المستودع. ودافع مدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة المدينة حاتم أمين بري عن موقف إدارته وعدم تحمله المسؤولية، راميا بالاتهام إلى فرع الوزارة في مكةالمكرمة، بحجة أنه المركز الرئيس للمؤسسة، ملمحا إلى تحمل رابطة العالم الإسلامية المسؤولية، كونها تعمل تحت مظلة الرابطة. وأعاد مدير فرع الوزارة في مكة عبدالله آل طاوي بالتهمة والمسؤولية إلى فرع المدينة، وقال «إن فرع الوزارة في المدينة يتحمل كل ما يجري في حدود المنطقة وإن كان صادرا عن فرع لمؤسسة، ولا يعني أن مركزها الرئيس في مكة هو المسؤول عن كامل معاملاتها في جميع مناطق المملكة». في حين تعذر الوصول إلى أحد مسؤولي الرابطة للرد على التهم الموجهة لمهمات أعمالها ومدى علاقاتها بتكدس أكياس الأرز في المستودعات دون إخراج الزكاة لمستحقيها. ولا يزال مستودع المؤسسة الواقع في السوق المركزي دون حراسات أمنية، أو موظفين للإشراف على نقل أو تخزين الأرز، خلافا لشبهات تطال أربعة وافدين متواجدين في الموقع، أنكروا علمهم بكميات الأرز المتكدسة والمخبأة تحت الأثاث القديم.